تقـارير



ضاقت عليهم الأرض.. لا مساكن تفتح بوجه الحوثيين

السبت - 19 أبريل 2025 - 08:01 م

ضاقت عليهم الأرض.. لا مساكن تفتح بوجه الحوثيين

على الرغم من المكابرة والإنكار حول تأثير الضربات الجوية الأمريكية، والخسائر التي يتكبدها الحوثيون في القيادات ومخزون السلاح، إلا أن المتتبع لأوضاعهم يدرك مقدار المعاناة التي لحقت بالمليشيا، وكيف انقلبت حياتهم رأسًا على عقب، وصاروا مطاردين، ويعيشون حالة من الخوف والارتياب حتى من المقربين منهم.

الضربات الأمريكية للحوثيين التي تجددت منتصف شهر مارس الماضي، واستهدفت أكثر من 100 هدف، كما أشارت التقارير الأمريكية في وقت سابق، وصلت إلى قيادات واجتماعات وتحركات سرية، كشفت الغطاء عن خرق استخباراتي استطاعت أمريكا الولوج منه لتحقيق ضربات موجعة، وضاعفت مخاوف المليشيا، وجعلتها تبحث عن وسائل وطرق مختلفة للفرار من القصف.

منازل تضيق بأهلها

المساكن والبيوت الفاخرة التي سعت القيادات إلى تشييدها خلال سنوات الحرب، والشقق التي تستأجرها، صارت بمثابة قلق أمني يسيطر عليها، وتحولت الحياة فيها إلى مخاطرة كبيرة قد تكلفها ثمنًا باهظًا، ولهذا جعلت مغادرتها خطوة أولى في رحلة البحث عن الأمان.

وبحسب عدد من القاطنين في شمال العاصمة التي تتركز فيه بيوت المنتسبين للمليشيا، وخاصة أحياء الجراف الشرقي والغربي، فقد صارت الكثير من البيوت خاوية على عروشها، وشهدت الحارات هجرة جماعية إلى أماكن مجهولة.

“حسن” واحد من ستة إخوة من الناشطين والقيادات الوسطية بمليشيا الحوثي الذين يسكنون في حي الجراف الشرقي في عمارة مكونة من ستة طوابق، لم يبقَ فيها أحد غيره بعد أن تشتت بقية الإخوة في حارات وأماكن عدة بأمانة العاصمة، بحثًا عن ملاذ جديد آمن.

ولم يكن بقاء “حسن” في المنزل إيمانًا منه بالقضاء والقدر، ولكن نتيجة لعدم حصوله على سكن جديد يتناسب مع مكان عمله، وأنشطته اليومية.

وبحسب ما يؤكده “حسن” لـ”بلقيس”، فإن حالة القلق والخوف من استهداف الطيران الأمريكي للمنزل، وتعرضه وعائلته للموت، هو ما جعله يرسل زوجته وأبناءه إلى منزل عمه، والد زوجته، حتى يحصل على شقة جديدة للإيجار.

امتداد حالة الخوف

البحث عن سكن جديد من قبل القيادات الحوثية ليس بالأمر السهل، فمالكو المنازل صاروا يتوجسون خيفة من المستأجرين الجدد، ويخشون أن تنالهم الغارات الأمريكية، فيخسرون أنفسهم وعائلاتهم ومنازلهم، وهذا ما لمسه “حسن” خلال رحلة بحثه عن شقة جديدة.

ولا يقتصر الخوف من وجود قيادات حوثية في العمارة على أصحاب البيوت أو المستأجرين فيها، لكنه يمتد ليشمل سكان الحي بأكمله، لا سيما أن العديد من بنايات أمانة العاصمة شعبية، أو بُنيت بطريقة عشوائية، ولا تمتلك القوة والصلابة للصمود تحت الهجمات الصاروخية، إن كانت قريبة منها.

ويظهر هذا الخوف جليًا في حديث الستيني دماج، الذي يعيش في شارع الأربعين في عمارة استقبلت خلال الفترة القريبة الماضية ساكنين جددًا، يشك في انتمائهم لمليشيات الحوثي، خاصة أن مالك العمارة من المتعاطفين مع الحوثيين.

يقول دماج لـ”بلقيس”: نعيش حالة من الرعب من احتمالية وجود قيادات حوثية تسكن بيننا، قد تتسبب بمقتل الجميع، ونخاف أن نسأل عن المستأجر الجديد حتى لا نجعلهم يرتابون منا، ويعتقدوننا جواسيس، وندخل أنفسنا في مشكلة توصلنا إلى المعتقل.

المدنيون دروع بشرية

لم تكشف مليشيا الحوثي عن عدد القيادات التي قتلت نتيجة الغارات الأمريكية، لكنها أشارت إلى أن أكثر من 130 مدنيًا سقطوا في الضربات الجوية في حصيلة مبدئية ترتفع بشكل دائم.

ويرجع دماج سقوط المدنيين بالمقام الأول إلى التصرفات غير المسؤولة من قبل الحوثيين، والمتمثلة بالاحتماء بهم، وتعريض الأبرياء والآمنين للخطر نتيجة التواجد بينهم، أو نقل السكن إلى أوساطهم ليكونوا دروعًا بشرية، واستخدام المرافق المدنية.

وتنفي مصادر مقربة من الحوثيين لـ”بلقيس” انتقال القيادات الكبيرة للعيش وسط المدنيين نتيجة للخوف من وجود جواسيس وسط المواطنين، وتؤكد أن بعضها تتنقل بين الفنادق والمستشفيات العامة والخاصة، علاوة على المؤسسات والمرافق المدنية.

وتضيف المصادر أن كثيرًا من تلك القيادات أرسلت عائلاتها إلى مناطق ريفية، وقرى بعيدة في وقت سابق.





شاهد ايضا


الحكومة تدعو المواطنين لسحب أبنائهم من صفوف مليشيا الحوثي والابتعاد عن ...

الأحد/20/أبريل/2025 - 12:14 ص

دعت الحكومة اليمنية، جميع المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، إلى سحب أبنائهم من صفوف الجماعة والابتعاد عن مواقع تمركزها، حفا


ترامب والحوثيين وايران تناقضات تفضحها استهداف البنية التحتيه ...

الأحد/20/أبريل/2025 - 12:06 ص

يتسم خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الحوثيين وإيران بالتناقض والاندفاع، مما جعل كثيرين يشككون في اتزانه السياسي، فخطابه يربك أعداءه وحلفاءه عل


شاب يمني ينضم إلى ”ناسا”.. زياد المفلحي ضمن فريق تطوير التكنولوجيا الف ...

السبت/19/أبريل/2025 - 11:02 م

في إنجاز يسلّط الضوء على الكفاءات اليمنية في الخارج، أفادت مصادر يمنية في الولايات المتحدة بأن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) اختارت الشاب زياد المفلحي