السودان يتهم كينيا بانتهاك سيادته واستضافة "حكومة موازية"
الأربعاء - 19 فبراير 2025 - 05:46 م
أحدث العالم ــ الشرق الأوسط
اتهمت الحكومة السودانية كينيا بانتهاك سيادة السودان من خلال استضافة حدث يُرتقب أن تعلن خلاله قوات الدعم السريع حكومة موازية الجمعة.
وأفادت مصادر في «قوات الدعم السريع» «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن هذه القوات، التي تخوض الحرب مع الجيش السوداني منذ نحو عامين، تستعد لإعلان حكومة في الأراضي الخاضعة لسيطرتها من نيروبي.
وأدانت وزارة الخارجية في الحكومة السودانية المتحالفة مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان كينيا لسماحها باستضافة الحدث. وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، قالت الوزارة إن «هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها، في خرق لميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي والقواعد التي استقر عليها النظام الدولي المعاصر».
وواجه الرئيس الكيني وليام روتو انتقادات واسعة النطاق في الداخل أيضا.
وقال موخيسا كيتويي وهو سياسي كيني والأمين العام السابق لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ «ما يفعله روتو هو تخلٍّ متهوّر عن الحذر التقليدي والنهج الكيني في الدبلوماسية».
وأضاف أنّه «يحاول إضفاء الشرعية على عصابة إجرامية كانت تقوم بتقطيع أوصال الناس»، واصفا هذه الخطوة بأنّها «غير مسؤولة إلى حد الإجرام».
منذ أبريل (نيسان) 2023، تسببت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» بمقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وبينما يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، تسيطر «قوات الدعم السريع» على كل منطقة دارفور تقريبا ومساحات من الجنوب.
في الأسابيع الأخيرة، قاد الجيش هجوما في وسط السودان واستعاد المدن الرئيسية وكل العاصمة الخرطوم تقريبا.
ويأتي قرار «قوات الدعم السريع» بالتوقيع على ميثاق مع الفصائل السياسية الموالية لها وإعلان حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز قبضتها على دارفور، ما يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان.
ويُتهم الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» بارتكاب جرائم حرب. ووُجّهت لـ«قوات الدعم السريع» بشكل خاص اتهامات بتنفيذ إعدامات جماعية على أساس عرقي وبجرائم العنف الجنسي وانتهاك حقوق الإنسان في مناطق سيطرتها.
في يناير (كانون الثاني)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على «قائد قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، ثم البرهان لاحقا، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
صورة ملتقطة في 18 فبراير 2025 في نيروبي عاصمة كينيا تظهر ممثلين عن جماعات سياسية وعسكرية سودانية لتشكيل حكومة موازية للحكومة السودانية وذلك في المناطق التي تسيطر عليها «قوات الدعم السريع» في السودان (د.ب.أ)
وقالت وزارة الخارجية السودانية متوجهة إلى كينيا إن «احتضان قيادات الميليشيا والسماح لها بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني، في وقت لا تزال فيه الميليشيا ترتكب جرائم الإبادة الجماعية والمجازر ضد المدنيين على أساس إثني ومهاجمة معسكرات النازحين من الحرب والاغتصاب، تشجيع لاستمرار كل هذه الفظائع ومشاركة فيها».
وأفاد صحافيون من «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن الحدث الذي كان مقررا الثلاثاء في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات في نيروبي، تأجل إلى الجمعة.
وقال مصدران مشاركان في تنظيم الحدث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن دقلو الذي ظل بعيدا عن الأنظار معظم فترة الحرب، وصل إلى كينيا، ومن المتوقع أن يحضر الإعلان يوم الجمعة.