تنديد دولي واسع بوفاة موظف أممي في سجون الحوثيين دعوات للتحقيق ومحاسبة المسؤولين
الخميس - 13 فبراير 2025 - 04:34 م
أحداث العالم ـ متابعات
توالت الإدانات الدولية والحقوقية، بشأن وفاة موظف أممي في أحد سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، التي تواصل حربها على موظفي العمل الإنساني في اليمن التي تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
والاثنين الفائت، توفي ضابط عمليات تكنولوجيا المعلومات في برنامج الأغذية العالمي، أحمد باعلوي، بعد نحو أسبوعين فقط من قيام مليشيا الحوثي باختطافه إلى جانب 5 آخرين موظفين أمميين يعملون في صعدة.
وقالت الأمم المتحدة إنها نكست أعلامها في كل أنحاء اليمن لوفاة الموظف الأممي، في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالحادثة ودعا إلى "إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الواقعة".
كما جدد الأمين العام دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن كل موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية لايزالون رهن الاحتجاز لدى الحوثيين بما في ذلك المحتجزين منذ سنوات.
ولاقت الحادثة تنديداً دولياً وحقوقياً واسعاً، ومطالبات للحوثيين بالإفراج عن الموظفين المحتجزين، ومحاسبة المليشيا على جرائمها بحق العمل الإنساني في البلاد، كما شددت المواقف الحقوقية على ضرورة وجود موقف دولي حازم لوضع حد لتلك الانتهاكات.
الاتحاد الأوروبي
أدان الاتحاد الأوروبي بشدة وفاة أحد موظفي برنامج الغذاء العالمي أثناء احتجازه تعسفياً من قبل الحوثيين منذ 23 يناير 2025.
وأعرب الاتحاد الأوروبي، في بيان، عن خالص تعازيه لعائلته ولبرنامج الغذاء العالمي، وأعلن تضامنه مع جميع الموظفين المعتقلين تعسفياً وأسرهم الحزينة.
ودعا الاتحاد الأوروبي الحوثيين إلى إجراء تحقيق فوري وشفاف وشامل عن الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما دعا الاتحاد الحوثيين إلى وقف الاعتقالات بحق موظفي الوكالات الأممية والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، التي قال إنها تعرض تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية التي يحتاجها الشعب اليمني للخطر، مجدداً دعوته للإفراج الفوري عن كل الموظفين المحتجزين.
وشدد الاتحاد على ضرورة أن يعود الحوثيين إلى عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل مستدام للصراع اليمني.
فرنسا
من جهتها، أعربت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في بيان صحفي، الأربعاء، عن استيائها الشديد إزاء وفاة عامل الإغاثة الأممي الذي كان محتجزاً تعسفياً لدى الحوثيون في ظروف غير إنسانية منذ شهر كانون الثاني/يناير المنصرم، وأدانت بشدة مواصلة الجماعة احتجاز موظفين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم.
وجددت فرنسا دعوتها إلى ضرورة احترام حماية العاملين في المجال الإنساني، وتوفير الضمانات اللازمة لوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحتاجة على نحو آمن ودون أي عراقيل.
بريطانيا
وأدانت بريطانيا، الحادثة، وقال وزير الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية؛ هاميش فولكنر، "أشعر بالفزع عندما سمعت أن أحد موظفي @WFP قد توفي أثناء احتجازه لدى الحوثيين. تعازينا لأحبائه ولأسرة الأمم المتحدة".
وأضاف في تدوينة على حسابه في منصة "إكس"، أن "كافة التهديدات الموجهة إلى العاملين في المجال الإنساني غير مقبولة. ونحن ندين الاعتقالات التي ينفذها الحوثيون ونكرر دعوتنا للإفراج الفوري عن المعتقلين".
من جانبها قالت السفيرة البريطانية لدى اليمن؛ عبدة شريف في تدوينة على حسابها في منصة "إكس"، "الاحتجاز الظالم لأحمد ووفاته أثناء احتجازه لدى الحوثيين أمر مروع".
وأضافت: "لقد كان إنسانياً مخلصاً، يعمل على إيصال المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها في بلاده. أحرّ تعازينا لعائلة أحمد وزملائه في برنامج الغذاء العالمي والأمم المتحدة".
وأشارت إلى أن "الحوثيين لا يزالون يحتجزون العديد من الأشخاص بشكل غير قانوني ودون أي مبرر"، مجددة الدعوة إلى الإفراج الفوري عنهم.
تنديد حقوقي واسع
حادثة وفاة الموظف باعلوي في سجون مليشيا الحوثي لاقت تنديدًا حقوقياً واسعاً، حيث أكدت عدد من المنظمات على ضرورة فتح تحقيق شامل في الحادثة وفرض عقوبات على قادة المليشيا ومحاسبتهم.
ونددت البيانات بتهاون المنظمات الدولية ومهادنة الحوثيين وحملتها جزء من مسؤولية استمرار الحوثيين في حملاتهم القمعية ضد العاملين الانسانيين، مشيرة إلى أن المواقف الضعيفة لتلك المنظمات شجعت الحوثيين على التمادي في انتهاكاتهم
طالبت منظمة العفو الدولية، بالتحقيق الفوري في ملابسات وفاة عامل إغاثة تابع للأمم المتحدة أثناء احتجازه في سجن يديره الحوثيون بمحافظة صعدة شمال اليمن.
وقالت في بيان أصدرته الأربعاء: "إن الأنباء التي تفيد بوفاة أحمد باعلوي، أحد العاملين في المجال الإنساني لدى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في مركز احتجاز يديره الحوثيون، مروعة حقاً، ويجب إجراء تحقيق عاجل ومستقل وفعال ونزيه في الظروف التي أدت إلى وفاته".
وأضاف البيان أن سلطات الحوثيين لديها سجل حافل في استخدام التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لها، مما يثير المخاوف من أن باعلوي ربما يكون قد توفي نتيجة للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة.
وأوضحت الباحثة في شؤون اليمن بمنظمة العفو الدولية؛ ديالا حيدر، أن هذه الحادثة "تزيد من المخاوف بشأن سلامة ورفاهية جميع العاملين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز التعسفي لدى الحوثيين، بما فيهم أكثر من 65 موظفاً من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني اليمنية والدولية".
من جانبه اعتبر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، وفاة "باعلوي" بأنها نتيجة حتمية للمواقف السلبية للمنظمات الدولية والأممية تجاه الحوثيين، وحلقة جديدة من في سلسلة انتهاكات الحوثيين الصارخة للقانون الدولي الإنساني، والتي تستهدف بشكلٍ متعمدٍ المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، في تحدٍّ سافر لجميع الأعراف والمواثيق الدولية.
وأدان المركز بأشد العبارات التهاونَ والموقف السلبي للمنظمات الدولية تجاه الانتهاكات المنظمة والمتصاعدة ضد العاملين الإنسانيين في اليمن، والذي قال إنها "شكَّلت إشارةً خطيرةً شجعت جماعة الحوثي على التمادي في انتهاكاتها"، مؤكدًا على أن تقاعس هذه المنظمات عن اتخاذ مواقف حازمة لوقف اعتقالات الحوثيين أو محاسبتهم، يُعدُّ تقصيراً غير مبرر يتحملون بموجبه جزءاً من المسؤولية عن استمرار هذه الانتهاكات الممنهجة.
وإذ حمل المركز الحوثيين المسؤولية الكاملة عن "الجريمة البشعة"، فقد طالب الغذاء العالمي والأمم المتحدة بتبني موقف واضح لا لبس فيه، والاعتراف بفشل الآليات الدولية السابقة، والعمل على فرض عقوباتٍ عاجلةٍ على قادة المليشيا، ودعم آليات محاسبة الجناة، وضمان حماية فعالة للمنظمات الإنسانية في اليمن
منظمة سام
من جهتها طالبت منظمة سام للحقوق والحريات، على وقع الحادثة، بتحرك دولي عاجل لوقف الانتهاكات الحوثية بحق العاملين في المجال الإنساني في اليمن وحمايتهم، مؤكدة أن حادثة وفاة "باعلوي" المأساوية تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في اليمن.
واعتبرت "سام" أن استمرار هذه الانتهاكات يعود بشكل كبير إلى غياب الضغط الغير مبرر من قبل المجتمع الدولي تجاه ممارسات الحوثيين، مما شجعهم على التمادي في قمع الحريات واستهداف المدنيين، بمن فيهم العاملين في المنظمات والوكالات الأممية في اليمن.
وأعربت منظمة سام عن مخاوفها على بقية العاملين والمحتجزين والمخفيين قسرا من قبل جماعة الحوثي في ظل الدور السلبي السائد للمجتمع الدولي، وغياب أي مؤشرات قوية على الضغط على جماعة الحوثي للإفراج عن موظفي المنظمات الأممية المحتجزين، مطالبةً باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا تجاه جماعة الحوثيين وإجبارهم على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين.
تحالف رصد
وأرجع التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (تحالف رصد)، وفاة باعلوي بسبب تعرضه "للتعذيب الشديد" في سجون مليشيا الحوثي.
وقال في بيان على منصة إكس، إن الحادثة تسلط الضوء على مدى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن التي يرتكبها الحوثيون. ومن شانها أن "تؤثر سلباً على الجهود الإنسانية في البلاد وتزيد من معاناة المدنيين المحتاجين للمساعدة".
وطالب التحالف بمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة. كما نطالب الحوثيين بالإفراج عن جميع المعتقلين المدنيين في اليمن فوراً.
