مقالات صحفية


سباق مع الزمن: المواجهة الإيرانية – الأميركية وسيناريوهات الصراع في اليمن

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - الساعة 05:57 م

د. عبدالقادر لطف الخلي
الكاتب: د. عبدالقادر لطف الخلي - ارشيف الكاتب



تشهد المنطقة سباقًا محمومًا مع الزمن، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية في صراع معقد. تدرك إسرائيل أن تفكيك محور المقاومة هو السبيل الوحيد لإجبار إيران على الانكفاء، لكنها تدرك أيضًا أن طهران قد تعتبر ذلك دافعًا للإسراع في امتلاك السلاح النووي، الذي تعتبره حائط الصد الأخير في مواجهة الضغوط الغربية والإسرائيلية. في هذا السياق، تبدو الإدارة الأميركية الراهنة، بتفانيها غير المسبوق لصالح إسرائيل، مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى لتحقيق هذه الغاية. ويدرك صناع القرار في تل أبيب أن الوقت مناسب للحصول على أقصى المكاسب، وعلى رأسها إزاحة ما تصفه بالخطر الإيراني.

إيران في قلب العاصفة

قبل أسابيع، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تحذيرًا واضحًا: إذا امتلكت إيران القنبلة النووية، فعلى الإسرائيليين الاستعداد للرحيل عن الشرق الأوسط. هذا التصور يدفع إسرائيل إلى الضغط على الولايات المتحدة لتسريع المواجهة مع طهران. ومؤخرًا، جاءت تهديدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بضرب إيران "كما لم تُضرب من قبل"، في تصعيد يعكس حجم التوتر المتصاعد. لكن إيران، من خلال استراتيجيتها القائمة على المواجهة غير المباشرة، اختارت اليمن كساحة لاستفزاز واشنطن، حيث تلقي الأخيرة قنابلها على جبال اليمن الوعرة، وكأنها تكرر سيناريو فيلم مافريك، حيث يتدرب الطيارون الأميركيون على تدمير أهداف محصنة وسط تضاريس معقدة.

المغامرة الأميركية في اليمن

أميركا، التي تحاول النأي بنفسها عن الصراع المحلي في اليمن، تبدو وكأنها تخوض حربًا استباقية ضد إيران، لكنها حتى الآن تعمل منفردة. وزير دفاعها يعلن أن قواته غير معنية بالصراع الداخلي، لكن الواقع يشير إلى أنها قد تجد نفسها مضطرة لطلب العون الإقليمي، وإلا فإنها ستغرق في المستنقع اليمني، حيث الجبال أكثر خطورة من تضاريس الهندكوش الأفغانية.

في ظل هذا التعقيد، يبرز السؤال: إلى أي مدى يبدو اليمنيون، شعبًا وقيادة، مستعدين لاستعادة بلادهم من النفوذ الإيراني؟ من غير المرجح أن تذهب المواجهة الأميركية – الإيرانية إلى حافة الهاوية قبل حسم مسألة الحوثيين، إذ لن يسمح الحوثيون للولايات المتحدة بادعاء النصر بسهولة.

ما الذي تريده أميركا من اليمن؟

البيت الأبيض يصر على أن إيران نقلت "العقل" إلى اليمن، في إشارة إلى أن الحوثيين مجرد أدوات تنفذ الأوامر بلا رؤية استراتيجية مستقلة. لكن على أرض الواقع، لا تزال المواجهة في بداياتها، والتصعيد مستمر بلا قواعد واضحة، وكأنها لعبة قمار يدخلها الحوثيون بكل أوراقهم، كما يفعل مقامرو البوكر عندما يراهنون على All-In.

سيناريوهات المستقبل

لا أحد يستطيع التنبؤ بشكل دقيق بمسار الصراع، لكن احتمال حدوث مفاجآت يبقى قائمًا. فماذا لو أصاب صاروخ حوثي – ولو عن طريق المصادفة – حاملة طائرات أميركية؟ حدث كهذا سيغير موازين القوى، وسيدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة.

واشنطن تريد من إيران تنازلات باهظة الثمن لا يمكن تحقيقها عبر التفاوض وحده: وقف المشروع النووي، إنهاء برنامج الصواريخ الباليستية، وتفكيك محور المقاومة. أما إسرائيل، فترغب في تحقيق كل ذلك دفعة واحدة وبشكل فوري، كي تتفرغ لتحديات أخرى، أبرزها الوضع في سوريا والتوترات مع تركيا ومصر.

الخلاصة

المواجهة الحوثية – الأميركية لم تصل بعد إلى ذروتها، لكنها تمضي بلا ضوابط واضحة. يبقى السؤال الأهم: هل القيادة العسكرية اليمنية جاهزة لهذه المرحلة؟ هل درست العواقب، ووضعت السيناريوهات المحتملة؟ لا يبدو أن أحدًا يملك إجابات قاطعة، لكن المؤكد أن اليمن بات ساحة رئيسية في صراع تتجاوز تداعياته حدود المنطقة، وقد يحمل الأيام القادمة تحولات غير متوقعة.




شاهد ايضا


مخيمات النازحين في دارفور تحت القصف: إدانات دولية واسعة ...

الإثنين/14/أبريل/2025 - 11:48 ص

نددت دول عدة بينها مصر وقطر والسعودية، بالهجمات التي استهدفت مخيمي زمزم وأبوشوك للنازحين في دارفور غربي السودان، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. وقالت


تصعيد الاحتلال: عمليات دهم واعتقالات في الضفة الغربية ...

الإثنين/14/أبريل/2025 - 11:40 ص

شنت قوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين حملة اعتقالات ومداهمات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، طالت عدداً من المواطنين بينهم أسرى محررون.


ترامب: أمريكا ستقف إلى جانب الصومال في مواجهة الحوثيين الإرهابيين ...

الإثنين/14/أبريل/2025 - 11:33 ص

وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا صارما للحوثيين قائلا إن الوقت قد حان لهم للاختباء الآن بعد أن أزال "البيروقراطية الخطيرة" من إدارة بايدن، مما