برنامج الأغذية العالمي يوقف شحنات الغذاء إلى مناطق الحوثيين بعد نهب مستودع بقيمة 1.6 مليون دولار
الجمعة - 18 أبريل 2025 - 01:26 م
أحداث العالم ـ متابعات
أوقف برنامج الأغذية العالمي شحنات الغذاء إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وأوقف توزيع الغذاء هناك بعد أن نهب المتمردون أحد مستودعاته في الشمال، حسبما نقلت وكالة أسوشتيد برس عن نائب مدير البرنامج يوم الخميس.
ويُمثل هذا التعليق ضربةً أخرى لليمن الذي مزقته الحرب، حيث يتفاقم الجوع. ففي فبراير/شباط، أفاد برنامج الأغذية العالمي أن 62% من الأسر التي شملها المسح لا تستطيع الحصول على ما يكفي من الغذاء، وهو رقمٌ آخذٌ في الارتفاع خلال الأشهر التسعة الماضية.
ويُقدّر البرنامج أن حوالي 17 مليون شخص - أي ما يُعادل نصف سكان اليمن تقريبًا - يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي لوكالة أسوشيتد برس، إن الحوثيين استولوا على المستودع في منطقة صعدة الشمالية في منتصف مارس/آذار واستولوا على إمدادات بقيمة نحو 1.6 مليون دولار.
وكان الاستيلاء على المستودع أحدثَ خلافًا بين الحوثيين والأمم المتحدة. ففي الأشهر الأخيرة، احتجز المتمردون الحوثيون العشرات من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أشخاصٍ مرتبطين بمنظمات إغاثة ومنظمات المجتمع المدني والسفارة الأمريكية التي كانت مفتوحةً سابقًا في صنعاء، عاصمة اليمن.
وكانت وكالات الأمم المتحدة، بما فيها برنامج الأغذية العالمي، قد أوقفت عملياتها في صعدة، معقل الحوثيين، في فبراير/شباط بعد اعتقال سبعة من موظفي البرنامج وموظف أممي آخر، ووفاة أحد موظفي البرنامج في السجن. وواصل البرنامج عملياته على نطاق محدود في مناطق أخرى من اليمن خاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال سكاو إن برنامج الأغذية العالمي أوقف شحنات الإمدادات الجديدة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بعد الاستيلاء على المستودع.
وأضاف: "يجب أن تكون بيئة العمل مواتية لاستمرارنا. لا يمكننا قبول احتجاز زملائنا، ناهيك عن موتهم وهم رهن الاحتجاز. ولا يمكننا قبول نهب أصولنا".
وتابع: "إنه أمرٌ لا نستخف به، فالاحتياجات هائلة. والتداعيات الإنسانية لهذا الوضع عميقة وواسعة النطاق... من الواضح أن وضع الأمن الغذائي آخذ في التدهور".
طوال فترة الحرب، ظلّ اليمن مهددًا بالجوع، حتى كادت البلاد أن تسقط في مجاعة شاملة. ويستورد هذا البلد الفقير معظم غذائه.
وقال سكاو إن برنامج الأغذية العالمي يسعى للحصول على إذن الحوثيين لتوزيع الأغذية المتبقية في مستودعات أخرى شمال البلاد. وأضاف أنه في حال إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة، فقد يستأنف البرنامج برامج توزيع الأغذية على نحو 3 ملايين شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي أيضًا مساعدات غذائية لنحو 1.6 مليون شخص في جنوب اليمن، وهي المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وحلفاؤها.
لكن المنظمة حذرت من أن برامجها هناك قد تتضرر بعد أن قطعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التمويل عن برامج الطوارئ التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي في اليمن.
وصرح مسؤول في برنامج الأغذية العالمي بأن المنظمة تُقلص عدد موظفيها في اليمن، وأن حوالي 200 موظف - أي ما يُعادل 40% من قوتها العاملة - تلقوا إشعارًا بتسريحهم لمدة شهر. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة وضع الموظفين
وقال سكاو: "نواجه الآن تحديًا في الجنوب فيما يتعلق بالتمويل. لكننا نأمل أن نتمكن من حل هذه المشكلة مستقبلًا".
