الشيباني يتحدث عن إرث مؤلم ورؤية الحكومة المستقبلية
الأربعاء - 12 فبراير 2025 - 04:28 م
أحداث العالم ـ وكالات
في حديثه خلال القمة العالمية للحكومات، استعرض وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، أسعد الشيباني، أبرز التحديات التي تواجه سوريا على المستويين المحلي والدولي، مؤكدًا أن البلاد دخلت مرحلة جديدة بعد 14 عامًا من الصراع و50 عاما من الاستبداد.
التحديات المحلية والسياسية
أكد الشيباني أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات هائلة، ولكنها تشعر بالسعادة تجاه مسؤوليتها في خدمة الشعب السوري.
وأوضح أن التحدي الأكبر الذي تخلصت منه سوريا هو النظام السابق الذي صادر حرية وكرامة الشعب. ومع ذلك، فإن بناء الدولة من الصفر يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه محفوف بالأمل والسعادة بسبب الدعم الشعبي الذي تتلقاه الحكومة الجديدة.
وأشار الوزير إلى أن التحدي السياسي يتمثل في ترميم العلاقات الدولية، حيث ورثت الحكومة علاقات سيئة مع الجوار والعالم، بالإضافة إلى صورة ذهنية سلبية عن سوريا كانت تعتبرها تهديدًا.
ومنذ استلام الحكومة لمسؤوليتها في 8 ديسمبر، بدأت العمل على تحسين هذه العلاقات.
التحديات الاقتصادية والعقوبات
أكد الشيباني أن سوريا ورثت اقتصادًا مدمرًا نتيجة السياسات السابقة والعقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السابق.
ورغم زوال النظام، فإن العقوبات ما زالت قائمة، مما أثر سلبًا على الشعب السوري بدلاً من حمايته.
وشدد على ضرورة رفع هذه العقوبات، مشيرًا إلى الجهود المبذولة في التواصل مع الدول العربية والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف
وأعلن الوزير أن الحكومة الجديدة أوقفت الفساد، مما ساهم في تحسن قيمة الليرة السورية بنسبة 70 بالمئة خلال شهرين.
كما أشار إلى الجهود المبذولة لإقناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإزالة العقوبات، حيث تم تحقيق بعض الاستثناءات، لكنها لا تزال غير كافية لدفع عجلة التنمية.
الضمانات والاستقرار الداخلي
ردًا على المخاوف المتعلقة بالاستقرار الداخلي، أكد الشيباني أن تحرير الشعب السوري هو الضمان الأساسي، مشيرًا إلى أن التغيير الذي حدث لم يكن مفاجئًا بل كان مدعومًا من جميع أطياف الشعب السوري.
وأضاف أن عدم حدوث موجات لجوء جماعي بعد التغيير يُعد دليلاً على ثقة السوريين في الحكومة الجديدة.
كما أشار إلى أن الأمن في سوريا في تحسن مستمر، وأن الأسواق والمدارس والجامعات عادت للعمل بشكل طبيعي، داعيًا الجميع إلى زيارة دمشق لرؤية الاستقرار بأعينهم.
رؤية الحكومة المستقبلية
أكد الوزير أن الحكومة الجديدة تتعلم من تجارب المنطقة، وتسعى إلى تحقيق شراكة حقيقية مع الشعب السوري.
وأشار إلى أن أكبر إنجاز تحقق هو عدم دخول سوريا في حرب أهلية أو طائفية بعد التغيير السياسي الكبير.
فيما يتعلق بالمشاركة السياسية، أوضح الشيباني أن سوريا لن تعتمد على المحاصصة الطائفية، بل ستُبنى الدولة على أساس الكفاءة والمشاركة الحقيقية لجميع السوريين.
وأضاف أن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في مارس القادم ستمثل جميع أطياف المجتمع السوري.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الشعب السوري كان ضحية الإقصاء لعقود، وأن الحكومة الجديدة تسعى إلى بناء سوريا حديثة تحترم جميع مكوناتها، بعيدًا عن الطائفية والانقسامات العرقية، مع التركيز على تحقيق التنمية والاستقرار لجميع المواطنين.
كما أشار الشيباني إلى أن "هناك إرث مؤلم بسبب روسيا وإيران لهذا لا يشعر الشعب السوري بالاطمئنان للعلاقة معهما".
وأضاف: "لا أحد يرضى التدخل في شؤون البلاد ونسعى لإعادة بناء العلاقة مع روسيا وإيران