ستارلينك: حرب الفضاء بين إيلون ماسك والصين

السبت - 21 سبتمبر 2024 - الساعة 02:09 م

الكاتب: عبدالله مناوس - ارشيف الكاتب

تُشكل الصين تحدياً كبيراً لشركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك في مجال الفضاء، وذلك من خلال إطلاقها لـ "Thousand Sails"، مجموعة أقمار صناعية تُنافس "ستارلينك" في مجال الإنترنت الفضائي.

تُركز كل من "ستارلينك" و"Thousand Sails" على مدار أرضي مُنخفض (LEO)، حيث تُعتبر الأقمار الصناعية في هذا المدار أرخص وأكثر كفاءة من تلك الموجودة في المدارات الأعلى. تُوفر الأقمار الصناعية في LEO إرسالًا أكثر كفاءةً، مما يُمكنها من تقديم خدمات إنترنت أسرع وأكثر استقرارًا.
*مُنافسةٌ تتجاوز الإنترنت:*

تُعد هذه المُنافسة جزءاً من الصراع التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة، الذي يشمل أيضاً نظام الملاحة العالمي "بيدو" الصيني، الذي يُنافس نظام "GPS" الأمريكي. تُظهر الصين رغبتها في أن تصبح قوة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، وتُؤكد على ذلك من خلال استثماراتها الضخمة في مجال الفضاء.
*التأثير العسكري:*

تُثير المُنافسة مخاوف بشأن تأثيرها على التوازن العسكري بين الدول، حيث يمكن استخدام الأقمار الصناعية في الحرب. درس باحثون صينيون على مدار العامين الماضيين نشر أقمار Starlink في الحرب في أوكرانيا وحذروا مرارًا وتكرارًا من المخاطر التي تُشكلها على الصين عند حدوث صراع عسكري مع الولايات المتحدة. تُشير هذه المخاوف إلى أن التكنولوجيا الفضائية تُصبح أداة حاسمة في الحروب المستقبلية. وكما ستعمل على زيادة الحرية في تداول ونقل كل الاحداث والمستجدات العسكرية ونقلها للعالم
*التأثير الاقتصادي:*

تُشكل المُنافسة تحدياً كبيراً لشركة "سبيس إكس"، حيث تُحاول الصين إزاحة هيمنتها في مجال الفضاء. تُؤثر هذه المُنافسة على سوق إطلاق الأقمار الصناعية، حيث تُحاول الصين جذب العملاء من خلال تقديم أسعار أقل و خدمات أفضل، كما سيكون هناك تأثير بين الشركات المحلية والعالمية في تقديم الخدمات وأسعار الباقات.
*ستارلينك في اليمن والشرق الأوسط: هل ستُغير "ثورة الإنترنت" المشهد؟*

دخول "ستارلينك" إلى اليمن و الشرق الأوسط يُعد حدثًا هامًا يُثير العديد من التساؤلات حول تأثيره على المشهد التكنولوجي والاقتصادي والسياسي في هذه المنطقة. يُمكن أن تُساهم "ستارلينك" في تحسين مستوى اتصال الإنترنت و توفير خدمات أرخص و أسرع و أكثر كفاءة، مما يُمكن أن يُساهم في تحفيز النمو الاقتصادي و التنمية الاجتماعية. ومع ذلك، ستُواجه "ستارلينك" منافسة شرسة من شركات اتصالات محلية ومنافسين عالميين، خاصه في تفاوت أسعار الباقات من 35$ وتوفر الاجهزة في اليمن 350$ الامر الذي راح يترك منافسة قوية لشركات الانصالات المحلية التي بدأت منزعجة كون ستارلينك يمكن أن يعمل حتى في الارياف والقرى والوصول الى كل المناطق كون التغطية ستكون قوية لارتباطها بالاقمار الصناعية . تُركز الصين على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تقديم خدمات اتصال و تكنولوجيا متطورة بأسعار منافسة.
وهذا سيدفع الصين خلال الاعوام القادمة لدخول المناطق العربية وخصوصا الشرق الاوسط كمنافس قوي للقضاء على السيطرة والهيمنة الامريكية ستدخل الصين في منافسة قووية لكسب العملاء في البلدان العربية ، وستشهد الاشهر القادمة تصعيد صيني في الفضاء وخاصة منطقة الشرق الأوسط وستلحق دول كثيرة اليمن في أدخال الانترنت الفضائي لبلدانها ..
*تاريخ الفضاء: سباق الفضاء بين الصين والولايات المتحدة*

يمثل تاريخ الفضاء سجلًا للإنجازات البشرية في استكشاف الفضاء، حيث يشهد على تطور التكنولوجيا العلمية وتطور فهمنا للكون. تُعد الولايات المتحدة والصين من القوى الرائدة في هذا المجال، حيث تُظهر مشاريعهما الفضائية التقدم التكنولوجي الهائل والطموح الكبير لاستكشاف الفضاء.

*بدايات سباق الفضاء:*

● الولايات المتحدة: بدأت الولايات المتحدة رحلة سباق الفضاء في الخمسينيات من القرن الماضي، بعد إطلاق الاتحاد السوفيتي للقمر الصناعي "سبوتنيك 1" عام 1957. أدت هذه المنافسة إلى إطلاق برنامج أبولو، الذي حقق إنجازًا تاريخيًا بهبوط أول إنسان على سطح القمر عام 1969.

● الصين: لم تدخل الصين سباق الفضاء إلا في أواخر القرن العشرين، مع إطلاق أول قمر صناعي عام 1970. واستمر تطور برنامجها الفضائي بشكل ملحوظ في القرن الحادي والعشرين، حيث أرسلت أول رائد فضاء إلى الفضاء عام 2003، وأصبحت أول دولة تُرسل مركبة فضائية إلى الجانب البعيد من القمر عام 2019.

*المشاريع الفضائية الحالية:*

● الولايات المتحدة: تُركز الولايات المتحدة حاليًا على برنامج Artemis، الذي يهدف إلى إعادة إرسال رواد فضاء إلى القمر وإقامة قاعدة فضائية على سطحه. كما تُركز على برنامج Orion، الذي يهدف إلى إرسال رواد فضاء إلى المريخ.

● الصين: تُركز الصين على برنامج Chang'e، الذي يهدف إلى استكشاف القمر وإقامة قاعدة فضائية على سطحه. كما تُركز على برنامج Shenzhou، الذي يهدف إلى إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية وإقامة محطة فضائية خاصة بها.

● مستقبل الفضاء: تُشير التطورات الحالية إلى مستقبل واعد لسباق الفضاء، حيث تُقدم التكنولوجيا الجديدة فرصًا جديدة لاستكشاف الفضاء و استغلال موارده.
تُشير هذه المُنافسة إلى أن مستقبل الفضاء سيشهد تنافساً شديداً بين القوى العالمية، مما سيؤدي إلى تطورات تكنولوجية هائلة. تُركز كل من الصين و الولايات المتحدة على تطوير تكنولوجيا جديدة لتحسين خدمات الإنترنت الفضائي و توسيع نطاق استخدام الأقمار الصناعية.
*الخلاصة:*

تُشكل المُنافسة بين الصين وإيلون ماسك على الفضاء تحدياً كبيراً للمستقبل، حيث تُظهر طموحات الصين الفضائية الكبيرة، وتُثير مخاوف بشأن تأثيرها على التوازن العسكري والاقتصادي بين الدول. تُشير هذه المُنافسة إلى أن سباق الفضاء قد دخل مرحلة جديدة، حيث تُصبح التكنولوجيا الفضائية أداة حاسمة في مجالات متعددة، من الإنترنت إلى الحرب ، وستكون الصين منافس قوي خاصه ان المنطقة العربية أصبحت ذو أهمية كبيرة لصين لتسويق لمبيعاتها وخدماتها كسوق أساسي تحاول الصين الاستمرار والمنافسة فيه بقوه وتسعى للقضاء على أي هيمنه عليه في أي مجال خاصة مجال التكنولوجيا أو الانترنت ، في ظل تطورات عديده وأقمار أرسلتها الصين الى الفضاء ، ومن المتوقع أن دخول ستارلينك الى اليمن سيفتح المجال لصين الى دخول المنطقة وتقديم خدمات قوية تنافس ستارلينك .