طـ.ـ.ـوفان الأقـ.ـ.ـصى والشرق الأوسط بعد إغتيال هـنية

الخميس - 08 أغسطس 2024 - الساعة 10:17 م

الكاتب: حبيب الحميري - ارشيف الكاتب

هل عليَّ أن أنظر من نافذة الأقـ.ــصى حتى أدرك الظاهرة السياسية المعقدة في الشرق الأوسط؟
وهل طـ.ـوفــ.ـان الأقـ.ـصى وتداعياته وأبعاده ينتهي بوقف الحرب على غـ ـ.ـزة؟
من الذي يكسب ومن الخاسر في الأحداث والظاهرة السياسية القائمة؟

قبل يومين ، توافق الحكماء بعد مشاورات عميقة على اختيار أبو إبراهيم قائدًا للحركة، وكانت خطوة سياسية مدروسة من كل النواحي.

كان اختيار يحـ ـيـ ـى السـ ـنـ ـوار موفقًا ليربط على قلوب المجاهدين في الميدان ويثبت أقدامهم بشخصية مهيبة وثابتة على مبدأ النهج النبوي، وتقوية عزيمة الشعب الفلسطيني المقاوم وربط قلوبهم بقائد ذكي وعبقري يوازي قيمة عليا لمواصلات النضال والكفاح لاستعادة الأرض المحتلة، كما كانت رسالة قوية للعدو بأن القادة القادمون أشد بأسًا ممن سبقوهم .
وفي هذه الأحداث المرتقبة، لا يوجد خيار يسعف الظاهرة السياسية من الذروة والهاوية الموشكة على إسقاط الشرق الأوسط بل والعالم في حرب كارثية، إلا وقف الحرب في غـ ـ ز ة، وذلك لن يكون إلا لصالح المـ ـقـ ـاومـ ـة الفلسـ.ـطيـ.ـنية.
بدون الأسرى، لا تستطيع إسـ ـرائـ ـيـ ـل الانتصار، وبدون انسحاب إسـ ـرائـ ـيـ ـل من قطاع غـ ز ة ووقف الحرب وضمانة دولية لعدم اعتداء إسـ ـرائـ ـيـ ـل على القطاع وفك الحصار عنها، لا يمكن لإسـ ـرائـ ـيـ ـل أن تنتزع أسراها.
إن الولايات المتحدة تدرك تمامًا أنه لا أحد رابحًا في أي حربًا قادمة ولن يكون هناك إلا المزيد من الخسارة، والتي لن تجني منها الكثير من الفوائد، حتى وإن ربحت الحرب، فستكون الخسارة أعمق مما قد تكسب، وسيستفيد منها الأعداء في مناطق أخرى أو سيشكل ضغطًا لصالح أعداء الولايات المتحدة الأمريكية سياسيًا واقتصاديًا أو ربما عسكريًا.
إن الولايات المتحدة تسعى جاهدةً رغم عربدتها العسكرية وتغطيتها الكاملة لجسد إسـ ـرائـ ـيـ ـل لوقف الحرب بأقل الأضرار الممكنة دون إضافة مخاطر وخسائر أخرى.

وفيما يعيق تمدد إيران والحد من تدخلها في سياسة شعوب المنطقة، تتطلب السياسة الأمريكية إنهاء الحرب في غـ ـز ة وإنهاء غطرسة نـ ـتـ ـنـ ـيـ ـاهو لتكسب الهدف الرئيسي وهو تحرير الأسرى دون إعطاء أي مكسب حقيقي للمقاوMة يحقق تقدمًا استراتيجيًا مستقبلاً نحو زعزعة أمن إسـ ـرائـ ـيـ ـل، ولن يكون ذلك إلا بالموافقة على شروط حـ ـمـ ـا س ومحاولة إدراج بند يطرح القوات الإسـ رائـ ـيـ ـلـ ـية شوكةً للمقاوMة في قطاع غـ ـزة ، و لذلك لن يكون، وقد تداركه قادة حMاس سابقًا وكانوا عبر المفاوضات السابقة حاضرين وبقوة ورافضين ذلك لأن اعتماد تسليم الأسرى دون وقف الحرب أو انسحاب إsرائيل وفك الحصار عن القطاع يشكل خطرًا واضحًا على مستقبل المقاوMة ويهدد بزوال وجودها. كما تدرك الولايات المتحدة أن الاعتراف بحل الدولتين هو الخطر الأقل خطورة من الوضع والأحداث الجارية لأمن إSرائيل لكنه مازال يهدد وجودها .

لا خيار في الحرب القائمة إلا عودة الأمور كما كانت عليها قبل حرب غzة وانطلاق طوفاN الأقصى بأقل المتغيرات وراب صدع الآثار الناجمة عنهما.
إن السيناريوهات التي تشير إليها الظاهرة السياسية وفي وجود رجل الظل والرقم الصعب على الميدان في الشرق الأوسط، لن تكون فيها الحرب خيارًا استراتيجيًا و ستكون المفاوضات هي الحل الأنسب.
وأمام الغطرسة الإSرائيلية والهيمنة الأمريكية وجدية الموقف، تذهب بنا المعطيات السياسية إلى أن إيـ ـران قد تندفع نحو حرب إقليمية من لبنان واليمن وطهران في حالة كان الرد الإسـ رائـ ـيـ ـلي مؤلمًا على رد إيـ ران المرتقب، ولكن يبقى الأمر مرتبطًا بكيفية تحديد سقف الاشتباك أو ربما الوساطات والمساعي الحميدة الأوروبية والعربية والخليجية والصينية لتهدئة الأحداث وقد ينجم عنها تحديد طريق الرد الإs رائيلي والرد الإيـ ـراني بعد رد مرتقب من إيـ ـ ـران.

وفيما يخص حسن نصر الله عن دائرة الاشتباك الموسع ضد إsرائيل ومراحل التصعيد ، قد تشهد بيروت وضواحيه ردًا عنيفًا وقد يشل جنون الحزب في إعلان حرب شاملة هو يتمنى تجنبها، ويعتمد ذلك على قدرة ورغبة الولايات المتحدة في السعي لتحجيم وتقليص قوة حزب الله وردع قوته العسكرية، أو ربما قد يحدث بعد إصابة حيفا وتل أبيب بضربات مؤلمة من الحزب . ومن المرجح أن حـ ـ ـزب الله لن يتجاوز قواعد الاشتباك ولن يتخطى حدود سقف المخاطر التي تهدد بحرب شاملة في لبنان، وسيتم بموجب ذلك تبادل الضربات ومن بعد ذلك الدخول في هدنة ومفاوضات تحد من سقف المخاطر وإعادة الأمور من حافة الهاوية إلى موقف يتم فيه تحديد موعد وإعلان ساعات وقف الحرب والسير خطوةً متقدمة نحو السلام في غzة .

أما عن جماعة الحوثي التي تشكل قوة ضمن المحور المساند للمقاومة الفلسطينية تدرك هي كما تدرك كلاً من إsرائيل والولايات المتحدة وإيـ ـران والعالم أنها غير قادرة على تحقيق أي خطورة على أمن إسـ.ـرائـ.ـيـ.ـل أو تحقيق هدف مرغوب به، رغم أن السياسة الأمريكية تجاه اليمن واضحة وهي إحلال السلام وفرض على القوى السياسية تنفيذ خارطة الطريق لأجل اللجوء إلى الطريق الأقرب للضغط والحد من قوة الحـ.ـوثيـ.ـين وكذلك ردع السياسة الإيــ ـ.ـرانية المتدخلة في الشؤون اليمنية عبر صناديق الانتخابات وأستدرج الحـ.ـ.ـوثيين بدمجهم عبر حكومة فدرالية فيما يحقق الأمن القومي للحلفاء في المنطقة، ومنها السعودية والإمارات، والسعي نحو إعادة كسر مشروع إيـ.ـ.ـران والصين من خلال الهدنة والسياسة الردعية الباردة.

إن العالم اليوم يمر بتجربة مخيفة حول تشكيل ملامح النظام العالمي الجديد، الذي أراه بمنظر قبيح ما بين الصين وروسيا والغرب و يجوب في ذهني هذا النظام ككائن ملعون بصفاته الكاملة، تتجه عقارب بوصلة من إفريقيا حتي الوسط الآسيوي.