الحديده بين مطرقة الكوارث وسندان التهميش

الأربعاء - 07 أغسطس 2024 - الساعة 03:50 م

الكاتب: عبدالله مناوس - ارشيف الكاتب

تعيش منطقة تهامة كارثة السيول جراء الأمطار الغزيرة التي جرفت إلى جانب الطين والحجر آمالا وطموحات وتركت وراءها جرحاً غائرا
وأصبحت صفحة بيضاء تنتظر من يكتب فيها حكايات جديدة يعيد ابتسامة أبنائها الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها بلا مأوى ولا معين.

هذه المنطقة التي تعيش تحت وطأة التهميش منذ سنوات مازالت تعاني منه إلى اليوم حيث تواجه مدينة الحديدة في اليمن واقعًا مريرًا يتألف من تهميش اقتصادي واجتماعي، إضافةً إلى تعرضها المتكرر لكوارث طبيعية تزيد من حدة معاناة سكانها.

تعود أسباب تهميشها جزئيا تهمش إلى الظروف السياسية والاقتصادية التي تعصف باليمن، إذ تعتبر واحدة من المدن الأكثر تضررًا من الحرب والصراعات الدائرة في البلاد.

يعيش أبناء تهامة ظروفا قاسية فلا توجد بنيه تحتية ولا اهتمام أو رعاية أو طرقات أو مجاري للسيول ولا مأوى مناسب للسكان سوى عشش وبيوت من الطين يعيش فيها معظم الأهالي.

يعرف أهالي تهامة بأنهم طيبون ومسالمون إلا أن هذا لم يشفع لهم عند النخب السياسية فلا يوجد لهم تأثير في الدولة أو قرارها، وبرغم أن ميناء الحديدة يضخ مليارات إلى الخزينة إلا أنها لم يعطى لها أي أولوية فقد عانت الحديده ومازالت تعاني بين الجو الحار الشديد وبين غزارة الامطار والصواعق الرعدية والسيول الجارفة.

بين الحين والآخر تتعرض الحديدة لكوارث طبيعية مدمرة، مثل الفيضانات والسيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة. هذه الكوارث تضعف البنية التحتية الهشة للمدينة وتؤدي إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، مما يزيد من الصعوبات التي يواجهها سكان الحديدة.

وعلى مدى السنوات الأخيرة، تعرضت مدينة الحديدة لأمطار شديدة الغزارة نتج عنها فيضانات جارفة، تُعتبر الأسوأ من نوعها منذ فترة طويلة. هذه الفيضانات تسببت في أضرار وخسائر كبيرة في معظم أنحاء المحافظة، حيث تضررت الممتلكات والبنى التحتية والأراضي الزراعية.

وتسببت السيول الغزيرة في تحول عدة مديريات بمحافظة الحديدة إلى مناطق منكوبة، حيث تضررت العديد من المنازل وتم تدمير ممتلكات السكان. هذا الوضع الكارثي أدى إلى تشكل أزمة إنسانية خطيرة تتطلب تدخل سريع لإنقاذ السكان المتضررين وتقديم المساعدات اللازمة لهم.

وتتحدث التقارير عن قلق دولي بشأن الأوضاع الإنسانية في مدينة الحديدة، خاصة مع استمرار المعارك والصراعات في المنطقة. هذه الظروف تنذر بحدوث كارثة إنسانية كبيرة، مما يستدعي تدخل المنظمات الدولية والجهات الإنسانية لتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين.

بشكل عام،تشكل السيول والكوارث الطبيعية في مدينة الحديدة تحديًا كبيرًا يتطلب تعاون دولي وجهود مشتركة لمساعدة السكان المتضررين وتخفيف الآثار السلبية لمثل هذه الكوارث على البنية التحتية والحياة اليومية للسكان.

ان الوضع في الحديده اليوم يستدعي خطة طارئة لمواجهة مثل هذه الكوارث وانشاء فرق متخصصة وغرفة عمليات، بالإضافة لتوفير مساكن للمتضررين وإنشاء بنية تحتية وتوفير الاحتياطات والوسائل لمواجهة السيول والفيضانات وتوفير مساحات سكنية آمنة.

إن منطقة تهامة الآن بحاجة اكثر من أي وقت مضى للفتة صادقة وجادة والعمل على تحديد أماكن ومجاري السيول واخذ الاحتياطات المستقبلية وتعويض المزارعين الذين جرفت السيول ممتلكاتهم ومواشيهم.

وختاما لاتعرف قيمة الحكومات وقوتها إلا في إدارة أزماتها ..فهذه الكوارث والأزمات تظهر لك حجم الدولة الحقيقي في إحتوائها والتخفيف من آثارها والعمل ليل ونهار لسلامة مواطنيها وعدم تركهم يواجهون مصيرهم.