مسرحية السفينة والحوثيين: حقيقة أم استراتيجية أمريكية؟

السبت - 25 نوفمبر 2023 - الساعة 09:19 م

الكاتب: حبيب الحميري - ارشيف الكاتب

التحايا والشكر من رموز طوفان الأقصى توجه لليمن
وهل حقاً يقصدون بها الحوثي؟!

الحوثيون أبطال القرن بنظر المناصرين لهم وأبو عبيدة من عظماء القرن الواحد والعشرين.

تجد الجميع يروج لما قاله أبـو عـ ـبيدة أو إسماعيل هـنية أو حتي أبو حمزة قائد سرايا القدس عن شكرهم اليمن و اليمنيين من الموقف الذي إنتج لمسرحية السفينة والغلام ورب الغلام ما مات ولا دمرت جدار الرشراش في ايلات.

شغلونا بالحوثي ومن يروج ويحاول يحجب على عين الشمس بكف يده عن عينه ويريد بنفس الوقت من الآخرين أن يكذبوا اعينهم و يصدقوهم .

ويوجد لـهذ السؤال جواب بوضوح! .
وهل الحوثي خطف السفينة فعلاً أم هي مسرحيه؟.!
نعم الحوثي خطف السفينة وهو يعلم علم اليقين مسبقاً أنها خاوية من الآمن ولم تكن إلا مجرد تجربة اطلقتها الاستخبارات الأمريكية لقياس مدى جدية الموقف في المياه البحر الأحمر ذات الأهمية الإقليمية والدولية.

أمريكا تعلم وأنها أذكى وادهاء مكراً في السياسية وهي لا تريد إدخال نفسها في موقف محرج تضطر من خلاله القيام بعملية عسكرية لتوسيع الصراع الإقليمي في المنطقة ، ولا تريد فتح جبهة ثالثة في خطوط المواجهة التي تقودها لتدعيم نظامها الهالك الموشك على السقوط .
بعيدا عن القدرة الحوثية في الدخول مع الأمريكان في صراع ، إلا أن من المعروف بقبائل اليمن المساندة والمحايدة أو المعارضة لن تقف مكتوفة الأيادي .
وهذا ما يجعلها تخشى من المقاومة النسبية حين تفتتح جبهة أخرى لن يزيدها إلا خسارة و يقوي موقف اعداءها .
لاطلاق السفينة بهذا الوضوح دون حماية يعني انها لا تحمل أي أهمية استراتيجية وإنما لإظهار التنبيهات بالكشف عن مدى جدية الموقف الدولي وما قد يترتب من مخاوف امتداد امد الصراع جغرافياً خارج غزة وما الخطوات التي تسعي إليها روسيا والصين من خلال ادخال إيران بالحرب مباشرة مع الولايات المتحدة متعددة الأطراف والجبهات .
وكذلك استراتيجية لتخفيف الضغوطات العربية المنددة والمستنكرة والمطالبة بوقف حرب الكيان الإسرائيلي على غزة وهذا الضغط الذي جاء بعد اصرار كبير من القمة العربية والإسلامية التي أقامتها دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الرياض.

ولم تكن مسرحية الحوثي إلا استراتيجية أمريكية كما قلنا لقياس جدية الموقف الدولي ومعرفة مدى خطورة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وتخفيف من حدة الضغوطات دول الخليجية و الدول العربية الدبلوماسية لوقف الحرب على غزة، بفرعنة الحوثي .

بالنسبة لماذا قد تخشي أمريكا الحوثيين؟ بالأساس الحوثيون على يقين أنهم ليسوا دولة وانهم مليشيات وما عند المليشيات الحوثية شي قد تخسره وأن انتهاء حركتها وقوتها عادت إلى الكهوف والجبال في صعده لتمارس الدعوة العلوية حتي يتسنى لها الفرصة مرةً أخرى.

وأمريكا تدرك خسارتها قبل أن تدخل خطوط الموجهة حتى وإن كانت تدرك انتصاراتها مسبقاً فإن النتائج التي ستحققها ليست بكفيل لتعويض الخسارة .

واما فرعنة المليشيات من قبل الامريكان ما هو إلا لأجل إجبار وإعادة تأثيرها المغناطيسي لاستعادة إدارتها السياسية للشرق الاوسط.

واما حقيقة ضرب إيلات بالمسيرات والصواريخ فهي حقيقة لا نغفل عنها لكنها لا تحقق أي إيجابية مجرد فقعات أمام الدفاعات الجوية الاسرائيلية.

والأمر مكشوف على الوضوح من خلال جميع وسائلهم الإعلامية حين تتسابق القنوات العبرية بنشر بيان الجيش الإسرائيلي حول التصدي للصواريخ القادمة من اليمن .

ولا عجب من مدح أبـ ـو عبيدة أو شخصية رمزية من أبناء فلسطين لليمن وإن كانت خاصة ومخصوص لسيد الكهنوت شخصياً ، فهم بمدحهم بحاجة لمساندة ولو حتى بزوبعة إعلامية، وعلى المبدأ الإسلامي ترتكز عقيدة المقاومة الفلسطينية اقتداء بقائد المجاهدين محمد صلى الله عليه وسلم .

لفعل الاشياء المستحاب فعله ، لا تتضرر من خلالها القضية ولا العقيدة ما دام طبيعتها تعول بالمصلحة التي ينفع الإسلام وتجري نحو تحقيق أهدافها المسامية.