الحوثيون والصراع مع اسرائيل

الخميس - 02 نوفمبر 2023 - الساعة 12:47 م

الكاتب: حبيب الحميري - ارشيف الكاتب

ماهي نتائج ودوافع تدخل الحوثيين في خط الصراع مع إسرائيل لمساندة غزة؟
وهل إسرائيل وأمريكا ستحتفظ بحق الرد أم ستتلقى صنعاء ضربات قاسية ؟
للإجابة على السؤال الثاني يتوجب طرح سؤال ثالث ، وهو ماهي الأضرار الناجمة عن ضربات الحوثيين على إسرائيل ؟.

من خلال المشهد السياسي للشرق الأوسط ، والتوترات والمخاوف المتزامنة من تصعيد نطاق الصراع إلإقليمي، فإن أمريكا وحلفاؤها يدركون أن الحوثيين لا يشكلون خطراً على آمن إسرائيل ،و يعود ذلك لسببين :
أولاً - لبعدهم الجغرافي من إسرائيل ، ومن إيران التي لن تستطيع إمدادهم بأسلحة يستطيعون من خلالها تحقيق أهداف واقعية ، تحقق ضرار على أمن إسرائيل .
ثانياً - لعدم امتلاكهم القدرة على ضرب العمق الاسرائيلي ،ولإمتلاك امريكا واسرائيل قوة دفاعية تتمكن من التصدي ، وبكل سهوله لطائراتهم المسيرة ، وصواريخهم التي لا تشكل خطورة على أمن إسرائيل .

وتعتمد أمريكا على سلاحها البحري ودفاعتها ، لتخفيف من آثار انطلق صواريخ من اليمن متوجهة إلى إسرائيل ، ولعدم امتلاك اليمن القدرات الاستراتيجية ، والعسكرية لن يحقق ضرباتهم إلا نتائج تقوي حق اسرائيل على الدفاع عن نفسها أمام المحافل الدولية ، وأوراق ربح بنسبه لأمريكا أمام الموقف العربي ، المندد والمستنكر والداعي لوقف الحرب على القطاع ، من خلال أثباتات وأدلة أن فصائل المقاومة تتلقي الدعم من مليشيات إرهابية حسب طلب ودعوة التحالف العربي والسلطة الشرعية في اليمن. ومن خلال الأوراق المقدمة لتصنيف الحوثيين مليشيات إرهابية تترك مساحة واسعة للسياسة الغربية ، الحق بالقول إن فصائل المقاومة في غزة تتلقي الدعم والاسناد من جهات إرهابية.
ومن ناحية ضربات الحوثيين على إسرائيل هي مجرد فقاعات هوائية تلتقفها الدفاع الجوية الإسرائيلية ، ولا تنتج منها ضرار أو آثار جانبية، سوى الذعر من صفارات الانذار.

ومن الواقع اسرائيل لن ترد ، وستبقي محافظة بحق الرد على حوثيين - طالما اكتسبت من ذلك ورقة ربح أمامه الأمم المتحدة والمحافل الدولية ، بأحقية الدفاع عن نفسها ، من جرائمها الحربية التى مارستها في قطاع غزة.

والحوثيون من خلال تدخلهم للصراع إقليمي يعود بذلك نتائج عن سياسة حمقاء ، بجانب اقنناع الشعب اليمني حول الشعارات الزائفة ، وبالإضافة إلى حجتهم وتداعياتهم على العدوان الاسرائيلي الأمريكي السعودي في اليمن ، وكذلك ارادوا كسب أوراق جديده لتخويف السعودية ، والقوة العربية الداعمة والمساندة للشرعية اليمنية ، المتمثلة حالياً بالمجلس القيادة الرئاسي وسابقا بالرئيس السابق عبده ربه منصور هادي ، وبذلك تظن أنها حققت نتائج دون التفكير ، بالتداعيات والنتائج المستقبلية التي قد تعيق عملية السلام اليمنية ، وهذا هو مطلب أمريكا الرئيسي ، وهو عدم الاستقرار والسلام في جنوب شبه الجزيرة العربية ، ولتكتسب المزيد من الضغوطات حول إخضاع الدول للهيمنة الأمريكية ، ولبقاء استمرارها كقوة أحادي الأقطاب العالمية بعد أن فقدت جزء من هيبتها الدولية من خلال الحرب الاوكرانيا ، وكذلك التدخل الأخير للصين للمنطقة ، ولردع بعض دول من محاولة الانضمام لمنظمة برايكس ، دفعها لجر الحوثيين للوقوع بفخ سياستها ، ومكيدة إدارتها للعلاقات الخارجية في الشرق الأوسط.

بينما كانت الحلول ، والتسوية في اليمن على أبواب الانتهاء ، هذا ما كان يأمل به الشعب اليمني ، فقد أصبحت السيناريوهات السلمية بعيده عن الواقع ، والسيناريوهات العسكرية ستفرض نفسها بحسب ضغوطات إقليمية ودولية.

وأخيراً كُنا حقيقةً نأمل موقف مشرف من الدول الإسلامية والعربية ، وخاصة اليمن لأجل التدخل ومساندة غزة والفلسطينيين لعودة كافة أرضيهم المحتلة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس ، ولكن بالطريقه التي أجراها الحوثيون ، بأن يعود التدخل لأضرار كثيرة ، دون نتائج إيجابية ، ومع عدم القدرة الاستراتيجية والقدرات العسكرية ،، يدفعنا أن نأسف ونحزن أكثر على سوى التفكير السياسي لدى المليشيات وعدم الوعي من خلال المتاجرة بالقضية الفلسطينية ، بأنهُ أدى إلى زيادة تفاقم وتعقيد الأزمة اليمنية بسبب سياسة حمقاء سيذكرها التاريخ وأجيال اليمن عبر الزمن.