منوعات



الذاكرة التاريخية.. الصناعة والدس والتزوير

السبت - 15 مارس 2025 - 03:19 ص

الذاكرة التاريخية.. الصناعة والدس والتزوير

مجلة جرهم ــ د. لمياء الكندي أكاديمية وباحثة يمنية

مقدمة:
إن كل تدوين للأنشطة البشرية المختلفة من علوم وفنون وثقافة هو بحد ذاته تاريخ، حتى وإن لم يكن المدونون لها يقصدون تدوينها تاريخيًا، ولم يهتموا بدراسة التاريخ بقدر اهتمامهم بإبراز وتوثيق الإنجاز أو اللحظة الراهنة أو النشاط الحاصل، وهو بذلك يكون قد أسهم غيرَ قاصدٍ في نقل تجربته او علومه واهتماماته إلى البشرية بصفتها حدثًا تاريخيًا يخلف أثرًا ويعكس تصورًا حول ما كان يدور في عصره.
وهناك من اعتبر كتابة التاريخ أنها تدوين لسير الممالك والدول، والأحداث المرتبطة بها من صراعات وحروب، وما صاحب هذه الدول من نهوض وسقوط على مسرح الأحداث وأعطى لها الأولوية في عملية التأريخ.
غير أن فهم الوقائع التاريخية لحياة الشعوب والدول مرتبط بفهم إرهاصاتها ومؤثراتها الداخلية والخارجية بحياد، وهذا الفهم للتاريخ كان سلوكًا متأخرًا عبر عنه المؤرخون في العصر الحديث عبر اتباع منهجية اعتبرت علمًا مستقلًا بذاته يناقش متطلبات وشروط الكتابة التاريخية وآلياتها.
لقد أظهرت الكتابات التاريخية توجهات عديدة في كتابة التاريخ يمكن أن نبني عليها محاولة فهم ما ذهبنا إليه حول ما تعرضت له حركة التاريخ من التزوير من قبل المنتصر، وتجدر الإشارة إلى أنه تم استعمال التاريخ لأغراض سياسية وعقائدية وحزبية، وهو ما يسمى بالتاريخ الأيديولوجي، أو ذلك التاريخ الصادر عن جهات وهيئات وأشخاص يمثلون الدولة وهو التاريخ الرسمي.
ولا يمكن اعتبار ما نقل إلينا من تاريخ الأحداث على أنها حوادث حقيقية مطلقة كونها تفتقد بمؤثرات عدة لمصداقيتها، كما لا يجب التشكيك المطلق حولها، مع ضرورة بقاء الشك التساؤلي لتتبع الأحداث والبحث حولها وصولًا إلى الموضوعية، فيما تبقى عملية كتابة التاريخ الفردية مرتبطة بشخصية الكاتب العلمية أو مكانته الاجتماعية وميوله الشخصية في انتقاء موضوعات التاريخ وإعادة تدوينها وصياغتها.
الصناعة التاريخية
تبقى مسألة صناعة التاريخ مرتبطة بالنزعة الحضارية لكل أمة من الأمم بحيث تتحول سياسات دولها وطموحاتها التوسعية وإسهاماتها الفكرية، والنظم السياسية والإدارية التي تدار من خلالها الدولة والمنظومة القانونية والعقائدية هي الفعل الصانع للتاريخ، أي المتغير الذي يعاد من خلاله تشكل المجتمع والدولة وعلاقتهما سلبًا وإيجابًا، فكل فعل للدولة أو للجماعات داخلها تنتج عنه متغيرات مجتمعية وسياسية وعسكرية وتكتلات معينة بتوجهات ذات تأثير جمعي كلي أو جزئي مهما كان، ويعتبر ذلك تاريخًا بما فيها تاريخ صناعة الانتصارات وتاريخ الهزائم وتاريخ الاستبداد وتاريخ الثورات.. إلخ، وغيرها من المفاهيم ذات التعبير الدال على الحدث بصفته وهويته الذاتية التي ظهر من خلالها.
وهذا الأمر يبرز لنا كيف تسهم حركة التاريخ في صناعة أحداث المستقبل وكيف يسعى المنتصرون فيه على فرض واقع جديد مرتكز في تأسيسه على مقومات تاريخية بررت للفعل التاريخي الذي يتشكل من مجموعة ممارسات وعقائد وسياسات خاصة بالنظام، ومن أمثلة ذلك: كيف رسمت قيادة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م من التاريخ البغيض للإمامة الهادوية في اليمن وممارساتها ضد الشعب قاعدةً لانطلاق الثورة وتأسيس الجمهورية، وكتابة مرحلة تاريخية جديدة لليمن تختلف عن سابقتها، واضعين لها جملة من الأهداف والمعايير الجديدة التي لا تمت بصلة إلى العهد السابق، وعلى هذا المنوال يمكن أن نقيس فاعلية التأثير التاريخي كمرجعية في صناعة المستقبل وفق مجموعة من الدلائل والخواص المرتبطة به.
ولو تخيلنا فشل ثوار سبتمبر في ثورتهم أمام قوى الكهنوت الإمامية كيف ستكون منطلقات كتابة التاريخ وكيف سيتناول مؤرخو الإمامة موضوع الثورة، وبأي الصفات سيوسم الثوار، وكيف سيتم إعادة صنمية الحاكم في الذهنية الجمعية لدى الشعب ومدى الكم المزور الذي سيتعرض له التاريخ؟!.
بين الدس والتزوير
غالبا ما تسعى السلطات الشمولية والديكتاتورية والجماعة الغالبة -كما يسميها ابن خلدون- إلى كتابة مغايرة للتاريخ تراعي التوجهات العامة لهذه السلطة وتستبدلها بغيرها من النظم السابقة، حتى وإن كانت ضمن جزئياتها بعض النظم النافعة، إلا أنه يتم استبدالها وتغييرها بما يتفق وروح النظام الجديد الذي تقوم سلطته في الحكم على قواعد جديدة تستجلب أفكارًا وأنظمة وتلغي أخرى، حتى ولو اضطرت هذه السلطات إلى تزوير التاريخ أو محاولة طمسه أو تشويهه وهذا جوهر الفعل التاريخي لدى هذه الدول، وقد تلجأ هذه السلطات إلى العديد من طرق التزوير كالتزوير الديني والسياسي والإبادة الثقافية وغيرها.
التزوير الديني
غالبًا ما يُستخدم الدين كأداة من أدوات السلطة لفرض وجودها وتأثيرها، ومرجع ذلك يعود إلى الارتباط الديني للشعوب بشكل عام، فعمد القائمون على السلطات إلى تزوير الموروث الديني بما يخدم مصالحهم، وكانت هذه الثقافة رائجة عبر العصور على اختلافها.
ومن أمثلة حركة التزوير التاريخية ما تعرضت له الآثار السومرية في بلاد الرافدين في معبد "وادي شمس"، من تزوير في النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد على يد كهنة المعبد حيث قاموا بمحو أحداث معينة وكتبوا على إحدى نصبها أحداثًا مزورة تمنحهم ثمانية قرون من التواجد والمكانة كي يمنحوا لأنفسهم المزيد من الحصص الملكية.
وما تعرضت له الكتب المقدسة (التوراة والإنجيل)، من تحريف شكل أداة تسهم في خدمة الفئات المنتفعة من عملية التزوير والتحريف تلك.
وفي التاريخ العربي والإسلامي تجاوز الصراع حول الحكم بين الأمويين والعباسيين الخلاف السياسي إلى الخلاف العقائدي، بحيث كان كل فريق يكفر الآخر ويلغي وجوده وتأثيره الحضاري، ويخترع كتبتهم الأحاديث والمرويات الدينية التي نسبوها إلى النبي عليه الصلاة والسلام لتأييد خلفائهم ووزرائهم وحكامهم، بل وإثبات أحقيتهم في الحكم، وكانت الأكاذيب والمرويات الدينية ذات المغزى السياسي من نصيب الفرق الشيعية على اختلافها.
وفي اليمن كان مدَّعو الإمامة الهادوية من كهنة السلالة قد مارسوا تزوير التأريخ اليمني القديم والحديث والمعاصر، لصالح فرض حكمهم القائم على قاعدة دينية، فكانت الدعاية الدينية للكاهن يحيى بن الحسين الرسي أثناء قدومه إلى اليمن تقوم على جملة من الأحاديث والمرويات الدينية المخترعة التي تدعو لحكمه وتحث على نصرته، وروى كاتب سيرته عن أن أحوال اليمنيين وأخلاقهم حينها كانت فاسدة تتضمن حبهم للفاحشة والفسوق، وعليه فلم يكن الكاهن الرسي يحارب إلا منعًا لذلك من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما ذهب عليه كهنة السلالة الذين حكموا اليمن حيث مارسوا الإقصاء والتشويه لليمنيين ومحو ذكر رموز اليمن التاريخية، بل واقتصار حركة التاريخ وتأثيره فقط عليهم هم ومحاربتهم لأي فرقة أو قبيلة تخرج عن عقيدتهم في الحكم، ومن ذلك ما قام به الكاهن عبد الله بن حمزة تجاه إحدى الفرق الزيدية في اليمن " المطرفية"، من حرب وإبادة وحرق كتبهم وقتل علمائهم وهدم مراكزهم ومساجدهم ودورهم، ووصل به الأمر إلى قتل ما يزيد عن مئة ألف ممن ينتمون لهذه الفرقة لأنها قالت بجواز تولي الإمامة فيمن يصلح لها حتى وإن لم يكن من البطنين الحسني والحسيني، فاعتبر ابن حمزة ذلك الفكر تهديدًا لأحقيتهم السلالية في حكم اليمن يوجب القتل والإبادة. واعتبره خطرًا تاريخيًا يمنع وصول الحكم إلى الأجيال المتأخرة منهم، ويتيح الفرص لتولي اليمنيين الحكم بأنفسهم.
الإبادة الثقافية
يعتبر مصطلح الإبادة الثقافية مرادفًا لمعنى محاولات التجريف والتزييف في الوعي الجمعي لدى أمة من الأمم أو شعب من الشعوب بغرض فصلها عن ذاتها الحضارية الفاعلة التي قد تمكنها من النهوض في لحظة من اللحظات، وانتشالها من حالة الضعف والانكسار.
وكانت اليمن على مدى ما يزيد من ألف ومئتي عام نموذجًا من نماذج محاولات الإبادة الثقافية، التي تعرضت لها على أيدي كهنة الإمامة الذين سعوا إلى حكمها، وقد أسلفنا الحديث عن نموذج الإبادة الذي تعرضت له فرقة المطرفية ثقافيًا وجسديًا، إلى ذلك تعرض التراث الفكري في اليمن لنماذج كثيرة من إحراق وضياع وإهمال لتراثه العلمي والأدبي والديني، إضافة إلى تعمد الكهنة ممن حكموا اليمن إلى تدمير الآثار اليمنية، حيث استهانوا بالإرث الحضاري لليمنيين فقاموا بهدم كل ما وصلت إليه أيديهم من آثار اليمن والعبث فيها في محاولة لإثبات أن لا تاريخ لليمن إلا تاريخهم، ولا حضارة لنا إلا بحكم كهنتهم.
وتنكشف عملية تزوير التاريخ التي يمارسها الحوثيون من تجريف للهوية اليمنية، وتغيير للمناهج وقمع وإغلاق الصحف، ومصادرة المكتبات وفرز المحتوى الثقافي والفكري والديني، وحرق ما يخالف سياستهم وعقائدهم، واعتقال رجال الدين والنشطاء المختلفين معهم، كل ذلك يشير إلى حرب إبادة ثقافية لتغيير الهوية اليمنية وربطها بمقومات فارسية وسلالية مذهبية لا تمت بصلة إلى اليمن وتاريخ اليمنيين.
ولا يخفى على أحد تأثير محاولات الإبادة الثقافية على تغيير واقع المجتمعات والدول لصالح القوى المنتصرة والمتغلبة، فعلى مر الزمن تعرضت الدول المنهزمة لمحاولات التدمير والتجريف التاريخي، وكان حرق الكتب والوثائق والمخطوطات التي تزخر بها المكتبات ومخازن الأرشيف لدى هذه الدول هي الأولوية في تغيير التاريخ، ونذكر منها ما تعرضت له مكتبات بغداد في دار الحكمة من حرق على أيدي المغول بقيادة تيمور لانك (1239 - 1400م)، كنموذج لذلك التزوير، وقد تكرر الأمر نفسه مع الغزو الأمريكي للعراق 2003م، حيث تم تفريغ الأرشيف العراقي في فترة الاحتلال ونقلة إلى امريكا وإحراق آلاف الوثائق الخاصة بهذه الحقبة في محاولة لتزييف التاريخ ومصادرته، وما تعرضت له المكتبات الإسلامية في الأندلس من حرق على أيدي الإسبان في محاولة لإنهاء الأثر الإسلامي فيها.
إضافة إلى ذلك نذكر ما تعرضت له الجزائر من سلوك استعماري ممنهج من قبل فرنسا لتغيير اللغة والهوية والثقافة العربية لشعب الجزائر، ورغم محاولات فرْنَسَة الجزائر إلا أن القوى الشعبية التحررية أثبتت مقاومتها للاحتلال الفرنسي، وكتب الجزائريون تاريخ الجزائر العربية بدماء مليون جزائري قاوموا هذه الثقافة.
كما كشفت الادعاءات الغربية الأوربية والأمريكية عن زيفها في ادعاء الحرية وتبنيها لشعار الديمقراطية حيث تغلب السلوك الإمبريالي على الليبرالية الغربية، ومارست الدول الأوربية نماذج صارخة من الاحتلال والاستعمار والاستغلال والإبادة لعدد من الشعوب تحت سيادة الرجل الأبيض المنقذ، ويعتبر تاريخ الاستعمار الغربي الحديث من أبشع ما أنتجته الحضارة الغربية، ومازالت مشاهد التمييز العرقي في جنوب إفريقيا وفي المستعمرات الإفريقية ماثلة أمام هذه البلدان والشعوب التي تم استعبادها.
التزوير السياسي
في التاريخ المعاصر والحديث اتخذت أشكال الفعل التاريخي مناحي متعددة، ولم تعد الدولة فقط هي المعنية برعاية توجه تاريخي معين وصناعة التاريخ المستقل، بل شاركتها مجموعة من الأنظمة والعقائد الأيديولوجية والكيانات والمؤسسات الاقتصادية في توجيه حركة التاريخ، فظهر مفهوم التاريخ الجمعي أو التاريخ القومي الذي ينادي بضرورة توحد الشعوب تحت رابطة قومية وتاريخ مشترك ودماء واحدة، أو التاريخ الأممي الذي يدعو لرابطة أممية أوسع لربط علاقات مع الشعوب التي يفترض أن تعيش في ظل جماعة واحدة، كما هو الحال مع النظريات الاشتراكية التي تدّعي خلق مجتمع بلا طبقات، تديره حكومة عمالية واحدة يتم تصديرها كمجتمع عالمي واحد ومتجانس وعادل.
أو مع ما ذهب إليه منظرو جماعة الإخوان المسلمين الذين تصوروا نهاية التاريخ بأستاذية العالم التي يسود فيها الإسلام ويؤول الحكم إليهم.
وكان آخر ما وصلت إليه الحضارة الغربية الليبرالية في صناعتها للتاريخ هو وصولها إلى "نهاية التاريخ"، الذي يصنعه الرجل الغربي وصولًا إلى نظام عالمي واحد عبر تبنيه للعولمة كخيار لتجاوز الخاصيات المميزة للشعوب والحضارات المختلفة، لصالح الغرب المتحضر وهو يتنافى كليًا مع جملة الدعاية الغربية والترويج لها بخلاف واقعها الإمبريالي الاستبدادي.
وعلى الرغم من تماسك البنية القيمية المحركة للدول في التاريخ المعاصر إلا أنها لا تعبر عن هويتها الحقيقية فلا الدعوات القومية تمكنت من اكتساب المعنى الحقيقي الذي سوقت لنفسها به، ولا الاشتراكية نجحت في تصدير الفعل الثوري البرجوازي كنموذج يحتذى به، كما لم تنجح الحركات الإسلامية من إثبات نفسها وضمان ديمومتها في ممارسة العمل السياسي والدعوي بناء على المنطلقات الفكرية ذاتها التي كانت تدعو لها، والأمر نفسه يتكرر مع الحضارة الغربية ومساعي تصدير النموذج الغربي والأمريكي الحر إلى شعوب العالم، وجميعها حركات أثبتت فشلها وعجزها عن احتواء المجتمع الإنساني في قالبها الخاص.
ومع ذلك اتجهت هذه الأنظمة والدول إلى كتابة مغايرة للتاريخ تستهدف تغيير الوقائع والأحداث وتضخيم الدور والرسالة الغائية التي تقع على عاتق أربابها، متجاهلين حجم التشوهات الكبيرة التي رافقت حركتهم، فأوجدوا من يدعو لها ويقدمها كمشاريع تاريخية ضرورية لعملية الانتقال للمرحلة الغائية التي تطمح إليها، رغم المغالطات والانتهاكات الكبيرة التي رافقتها لدرجةٍ حمَلَتها إلى تزييف التاريخ وتجاهل الواقع إرضاء لنزعة شوفينية خاصة.
نماذج حية
تأتي أكذوبة فلسطين وطن قومي لليهود من ضمن أكبر عمليات التزوير الديني والسياسي التي تبنت مسؤولية القيام به دول وهيئات ومنظمات عالمية، تم صياغتها من أجل قيام دولة إسرائيل وضمان حقها في البقاء، ولم يكتفِ مؤسسو إسرائيل بأكذوبة الحق التاريخي لها في فلسطين، بل صادروا حقوق الفلسطينيين وضمنوا مصالح المجموعات اليهودية عبر العالم، وذلك من خلال تشريع قانون العداء للسامية لتبرئة الجرائم الصهيونية وإسنادها من منطلق ضمان أمنها ومصالحها ومشروعية الدفاع عنها، وقد رافق ذلك كله كم كبير من التزوير والتحريف التاريخي الذي يصور الشعب الفلسطيني كعدو تاريخي لإسرائيل، بل وإلغاء هويته التاريخية وتهجيره وإنهاك دولته وإنكار الحق الفلسطيني في أرضه، إلى جانب مصادرة الأراضي المحيطة بالحدود الفلسطينية في مصر وسورية ولبنان والأردن، وترتيب الأوضاع فيها بما يتناسب وأمن إسرائيل، وقد ذهب الصهاينة -ومعهم منظومة عسكرية واقتصادية وفكرية وسياسية وإعلامية غربية وأمريكية- إلى تشويه الكفاح الفلسطيني ووصفه بالإرهاب في تعدٍ واضح وصريح يعمق الحضور الزائف للادعاءات الصهيونية مقابل ما يتعرض له أصحاب الحق من قتل وإبادة وتدمير.
إلى ذلك يحاول النظام الإيراني البناء في احتلاله وسيطرته على معظم الأراضي العربية على أن له حقًا تاريخيًا فيها، ويلجأ في تبرير ذلك إلى العديد من المغالطات التاريخية بل والخرافات، وإذكاء نار الطائفية، ومحو حضارة الآخر وطمس عقله وتجهيل أبنائه، وذلك حتى يتسنى فرض سيطرتهم دون أن يجدوا من يفند ادعاءاتهم المتكررة على مختلف المستويات التاريخية والسياسية والثقافية والاجتماعية والمنهجية والتربوية، الأمر الذي يتطلب من الشعوب والدول استعادة الذاكرة التاريخية بما من شأنه منع الآخر من تجريفها، وأيضًا البناء عليها -أي الذاكرة- للوقوف في وجه كافة المشاريع التي اتخذت من التاريخ وسيلتها لطمس وتزوير التاريخ أيضًا ■





شاهد ايضا


اليمن يفقد قامة تربوية: وفاة وزير التربية الأسبق عضو مجلس الشورى فضل ...

السبت/15/مارس/2025 - 04:50 ص

توفي الدكتور فضل علي أبوغانم، وزير التربية والتعليم الأسبق وعضو مجلس الشورى، اليوم الجمعة، في العاصمة المصرية القاهرة، وفقاً لبيان صادر عن مجلس الشورى


الذاكرة التاريخية.. الصناعة والدس والتزوير ...

السبت/15/مارس/2025 - 03:19 ص

مقدمة: إن كل تدوين للأنشطة البشرية المختلفة من علوم وفنون وثقافة هو بحد ذاته تاريخ، حتى وإن لم يكن المدونون لها يقصدون تدوينها تاريخيًا، ولم يهتموا بد


مستقبل السودان: بين مبادرة الحكومة الموازية وتحديات الحرب الأهلية ...

السبت/15/مارس/2025 - 01:50 ص

في ظل الأوضاع المتأزمة التي يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، برزت خطوة إنشاء حكومة «موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»،