الضربات الأمريكية وانعكاساتها

الثلاثاء - 18 مارس 2025 - الساعة 12:54 ص

الكاتب: صدام المثيل - ارشيف الكاتب

الضربات الأمريكية في اليمن، رغم قوتها الظاهرة، تواجه تحديات كبيرة تجعل تحقيق أهدافها أمرًا معقدًا.

أولًا: الوضع الجغرافي والاستخباراتي في اليمن يختلف تمامًا عن مناطق أخرى مثل غزة ولبنان وسوريا. اليمن بجغرافيتها الوعرة والمعقدة تبدو وكأنها صُممت لتكون ساحة حرب مستمرة.

هذه التضاريس تمنح المليشيات الحوثية ميزة استراتيجية، حيث يمكنها التحصن والاختباء بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، المسافة الكبيرة بين القواعد العسكرية الأمريكية واليمن، التي تمتد لمئات الكيلومترات، تؤثر بشكل مباشر على سرعة ودقة العمليات العسكرية، مما يمنح الحوثيين الوقت الكافي لتغيير استراتيجياتهم وتجنب الضربات.

ثانيًا: هناك ضعف واضح في الجانب الاستخباراتي الأمريكي فيما يتعلق باليمن. هذا الضعف يجعل من الصعب تحديد الأهداف بدقة، خاصة مع استخدام الحوثيين للمدنيين كدروع بشرية، مما يزيد من تعقيد العمليات ويضعف فعاليتها.

ثالثًا: أي أضرار تلحق بالشعب اليمني نتيجة هذه الضربات لن تؤدي إلى رضوخ المليشيات الحوثية أو توقفها عن أنشطتها. الحوثيون أثبتوا مرارًا أنهم لا يكترثون بمعاناة الشعب اليمني، بل يستخدمونها كوسيلة لتعزيز دعايتهم وكسب التعاطف الدولي. وبالتالي، فإن هذه الضربات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تزيد من معاناة المدنيين دون تحقيق الأهداف المرجوة.

في النهاية، يمكن القول إن الضربات الأمريكية، رغم قوتها، تواجه قيودًا كبيرة تجعلها غير قادرة على تحقيق النجاح المطلوب في ظل الظروف الحالية.

يبقى دعم الخيار العسكري للجيش الوطني هو الحل الأبرز والأنسب لإنهاء فوضى المليشيات الحوثية، حيث يمكن لهذا النهج أن يختصر الكثير من التعقيدات ويضع حدًا لتوسع مخاطرهم محليًا ودوليًا. الحسم العسكري لا يقتصر فقط على وقف تمددهم، بل يساهم بشكل أساسي في كبح جماح الدمار والخراب الذي ألحقوه باليمن وشعبه.

هذا الخيار يعد الضامن الوحيد لوقف همجية المليشيات وفرض استقرار دائم وحقيقي، يعيد لليمن مكانته واستقراره، ويضع حدًا لسنوات من المعاناة التي عاشها الشعب جراء هذه الجماعة الانقلابية. تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة حازمة ورؤية واضحة لضمان أمن اليمن والمنطقة.