مقالات صحفية


الضربات الأمريكية ضد الحوثيين ومأزق المجلس الرئاسي: أزمة قرار أم رهان على المستحيل؟

الأحد - 16 مارس 2025 - الساعة 04:55 م

د. عبدالقادر لطف الخلي
الكاتب: د. عبدالقادر لطف الخلي - ارشيف الكاتب



في خطوة عسكرية متوقعة، نفذت القوات الأمريكية ضربات جوية مميتة استهدفت مواقع استراتيجية لجماعة الحوثيين في صنعاء وصعدة وذمار، في إطار تصعيد عسكري يعكس تحولًا جديدًا في المشهد اليمني. ورغم هذا التطور الخطير، لا يزال المجلس الرئاسي في حالة جمود سياسي وعسكري، دون أي تحرك حقيقي لاستغلال الظرف الميداني لصالحه.

كان من المتوقع، بل من المفترض، أن يستثمر المجلس الرئاسي هذا التصعيد الدولي للإعلان عن بدء معركة تحرير الحديدة، بوصفها خطوة حاسمة في استعادة الدولة وإنهاء سيطرة الحوثيين على الموانئ الاستراتيجية. إلا أن الواقع يشير إلى أن المجلس لا يزال مكبلًا بقيود الحسابات السياسية الداخلية، وعاجزًا عن اتخاذ قرارات جريئة تغير موازين القوى على الأرض.

رهان المجلس: انتظار المجتمع الدولي أم "صحوة" الحوثيين؟

يبدو أن المجلس الرئاسي يراهن على أن التدخلات الدولية ستعيده إلى صنعاء بطريقة دبلوماسية، وكأنه ينتظر مكافأة على سياساته المترددة، بدلًا من أن يكون فاعلًا في المشهد. في الوقت ذاته، هناك تصور غير واقعي بأن الحوثيين قد يبادرون يومًا ما بتسليم أسلحتهم والاعتراف بشرعية الحكومة، وهو أمر يتناقض مع طبيعة الجماعة التي قامت على أساس العنف وفرض الأمر الواقع بالقوة.

الفرصة الضائعة والكارثة المركبة

إن حالة الجمود السياسي والعسكري التي يعيشها المجلس الرئاسي ليست مجرد إشكالية داخلية، بل هي انعكاس لأزمة مركبة تعصف بالمشهد اليمني ككل. فالتدخلات الدولية، رغم قوتها العسكرية، لا يمكن أن تحسم المعركة ما لم يكن هناك طرف محلي يمتلك رؤية واضحة وإرادة سياسية لا تخضع لحسابات الترضيات المتبادلة داخل المجلس.

إن استمرار هذا النهج يعني إضاعة المزيد من الفرص لصالح الحوثيين، الذين يجيدون استغلال التردد السياسي لمنافسيهم لصالح تعزيز قبضتهم على البلاد. فالمعركة، في نهاية المطاف، لن تُحسم بانتظار الحلول الخارجية، بل بقرار داخلي حاسم يحدد مسار المواجهة مع جماعة لا تؤمن إلا بمنطق القوة.

ما المطلوب؟

يتعين على المجلس الرئاسي أن يدرك أن المرحلة الحالية لا تحتمل المزيد من المراوحة السياسية، وأن أي تأخير في استغلال الضغوط الدولية على الحوثيين يعني إعطائهم فرصة أخرى لإعادة ترتيب صفوفهم. التحرير لا يتحقق بالتصريحات أو بالتمنيات، بل بالفعل العسكري والسياسي المتكامل.

ما لم يستوعب المجلس هذه الحقيقة، فإن مصير الشرعية سيظل مرهونًا بحسابات المناكفات داخل المجلس، فيما تواصل جماعة الحوثي فرض واقعها بالقوة. اليمنيون، الذين يدفعون ثمن هذا الجمود، يستحقون قيادةً تمتلك الشجاعة اللازمة لاتخاذ القرارات المصيرية، لا أن تظل أسيرة الأوهام والرهانات الخاسرة.




شاهد ايضا


#الأونروا تؤكد عدم دخول أي إمدادات إلى #غزة منذ مطلع مارس الجاري ...

الإثنين/17/مارس/2025 - 12:34 ص

أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عدم دخول أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري. وذكرت "الأونروا" ع


ولي العهد السعودي يطلق خريطة العمارة السعودية ...

الأحد/16/مارس/2025 - 11:45 م

أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء خريطة العِمَارَة السعودية، التي تشمل 19 طرازًا معماريًا مستوحى من الخصائص الجغرافية وال


أمريكا تجري مشاورات لاختيار حاكم جديد لمصرف لبنان المركزي ...

الأحد/16/مارس/2025 - 11:02 م

أحداث العالم - رويترز ذكرت خمسة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع الحكومة اللبنانية لاختيار حاكم مصرف لبنان (المركزي) الجديد في مسعى للح