عربي ودولي



الحرب الاقتصادية كيف بدأها ترامب دون أن يحسب العواقب

الجمعة - 25 أبريل 2025 - 03:56 ص

الحرب الاقتصادية كيف بدأها ترامب دون أن يحسب العواقب

أحداث العالم_ متابعات

أمريكا الآن على بُعد خطوات من فقدان نفوذها الاقتصادي والسياسي العالمي بالكامل، والحرب التجارية التي قرر ترامب أن يبدأها مع الصين قد تكون آخر حرب تخوضها أمريكا كقوة عظمى.!

#فكيف حدث ذلك؟

إذا لم تكن تتابع ما يجري في العالم خلال الـ48ساعة الماضية، فأحضِر كوب الشاي بالنعناع واستعد، لأحكي لك كيف أدخل ترامب الولايات المتحدة في ورطة تاريخية جعلت الاقتصاد الأمريكي ينزف ويتراجع وسط أكبر معركة مصيرية في تاريخه، وكيف أن الثمن قد يكون سقوط الدولار وانهيار الإمبراطورية الاقتصادية الأمريكية التي تهيمن على العالم منذ أكثر من 80عامًا.

* لنبدأ يا صديقي..
بعد أن بدأ ترامب حربه التجارية خلال الأيام الماضية، ورفع الرسوم الجمركية على الصين إلى نسب غير مسبوقة وصلت إلى145%، بل وحتى 245% على بعض السلع، كان يُتوقع أن تمر الأمور بسهولة وأن ترضخ الصين للضغوط.
ولكن ما حدث كان العكس تمامًا.
والواقع الآن يشبه فتح أبواب الجحيم على نفسه، وعلى الشعب الأمريكي، وعلى دول الغرب كافة، دون مبالغة.!

#فكيف حدث هذا؟

* لأن الصين قررت أن تضرب أمريكا في أكثر نقطتين تؤلمانها :- التكنولوجيا والمال.!

ترامب، بعد دراسات وتقديرات من فريقه، اعتقد أن الصين سترد برسوم مماثلة، ثم يبدأ كل طرف بالتصعيد حتى يتفاوضوا على اتفاق. هذا هو أسلوب ترامب المعتاد، كما فعله في ملفات غزة وإسرائيل، وأوكرانيا وروسيا، وظن أنه سينجح مع الصين كذلك.

* لكن ما فعلته الصين كان استخدام سلاح أخطر وأذكى بكثير من مجرد الرسوم الجمركية.
فقد فرضت حظرًا على تصدير المعادن النادرة.!

#وهذه المعادن يا صديقي هي موارد استراتيجية حيوية لأي دولة ذات صناعات تكنولوجية. وأسماؤها قد لا تكون مألوفة مثل"الديسبروسيوم"و"التيربيوم"، لكن ما قد لا تعرفه هو أن هذه المعادن أهم من النفط في العصر الحديث!

#لماذا.؟

لأنها تدخل في صناعة كل شيء تقريبًا، من الشرائح الإلكترونية إلى السيارات الكهربائية، وحتى الطائرات المقاتلة والأسلحة الذكية.
والمشكلة أن أمريكا لم تعد قادرة على الوصول إليها. ومخزون شركات كبرى مثل"تسلا" قد ينفد خلال أقل من3أشهر.!

وقد صدر قبل يومين تصريح من مسؤولين في تسلا وصفوا فيه الموقف بـ"كارثة اقتصادية" وصلت إلى7أو8من10 على مقياس الكوارث.!

#ببساطة، خطوط الإنتاج الأمريكية على وشك الشلل، لأنهم لم يعودوا قادرين على الحصول على المعادن الأساسية لتشغيل المصانع!

* وقد تستغرب الآن من أن الصين تملك هذا النفوذ الكبير.!
لكن الحقيقة أن الصين لا تملك فقط معظم إنتاج العالم من المعادن النادرة، بل تسيطر على 85% من سلاسل الإمداد والتكرير العالمية لها، بينما لا تمتلك أمريكا سوى منجم واحد فقط يمكنه تكرير هذه المعادن إلى مستوى النقاء اللازم للتصنيع المتقدم.

وهكذا، أصبحت الصين قادرة على إيقاف قلب الصناعة التكنولوجية الأمريكية بقرار واحد فقط.!
وقد فعلت ذلك، ولكن الأثر لن يقتصر على أمريكا، بل سيطال العالم كله، ما سيرفع الأسعار بشكل جنوني – وبدأ ذلك بالفعل في بعض الصناعات مثل السيارات.

* ووفقًا لمركز أبحاث السيارات في ميشيغان، ستتكبد شركات السيارات الأمريكية خسائر تصل إلى 107.7مليار دولار بسبب الرسوم الجمركية، منها 41.9مليار تتحملها شركات أمريكية مثل "جنرال موتورز"، و"فورد"، و"ستيلانتيس".
كما تشير التقديرات إلى أن أسعار السيارات المصنعة محليًا سترتفع بـ3600دولار، والمستوردة بـ6000دولار للسيارة الواحدة.!
ما سيسبب صدمة ضخمة للمستهلك الأمريكي.

وقد أعلنت "مازدا" اليابانية أنها لن ترفع الأسعار حتى مايو، في قرار سيكلفها وحدها100مليون دولار!

* هل هذا كل ما فعلته الصين؟ بالتأكيد لا!

فقد قررت أن تضرب أمريكا في نقطة أكثر حساسية:-
نظام المدفوعات العالمي(SWIFT) الذي كانت أمريكا تهيمن عليه لعقود.

قامت الصين ببناء نظام مدفوعات رقمي جديد يستخدم اليوان الرقمي (e-CNY)، وربطته بـ16دولة، منها السعودية، والإمارات، ومصر، وقطر.
والكارثة لأمريكا أن التحويلات عبر هذا النظام تُنفذ في7 ثوانٍ فقط، وبتكاليف انخفضت حتى 98% في بعض المعاملات، مثل تلك بين هونغ كونغ وأبو ظبي.

* هذه ليست مجرد سرعة أو توفير، بل ضربة قاتلة لسيطرة الدولار.
فالصين تسحب دولًا" كثيرة من تحت الهيمنة الأمريكية المالية، وهناك تقارير تؤكد أن تحالف البريكس يعمل على إنشاء نظام تبادل جديد باسمBRICS Pay باستخدام العملات المحلية، بعيدًا عن الدولار!

نحن نشهد بأعيننا بداية نهاية عصر كانت أمريكا تتحكم فيه في أموال العالم بكبسة زر!
ولهذا، يحاول النظام الأمريكي إعادة فرض هيمنته، ولو بالفوضى، لكن هذه المرة يبدو أن ترامب قادهم إلى طريق مسدود.

* هل الشعب الأمريكي راضٍ عما يحدث؟.!

المفاجأة، عكس ما يُروَّج في الإعلام، أن الشعب الأمريكي غاضب من ترامب.
ووفقًا لاستطلاع أجرتهCNBC :-

55% من الأمريكيين يرفضون سياسات ترامب الاقتصادية.

49% يرون أن الحرب التجارية كارثة على الأسر والعمال الأمريكيين.

التأييد الجمهوري لترامب انخفض بمقدار20نقطة دفعة واحدة.!

* أكثر من نصف الأمريكيين مقتنعون الآن أن الركود الاقتصادي بدأ أو على وشك أن يبدأ، والتفاؤل اختفى، وكل ذلك بسبب رجل قرر أن يواجه العالم وحده، غير مدرك لحجم الكوارث التي تسبب بها، والتي قد تنهي أعظم إمبراطورية اقتصادية في التاريخ.!

* الصين الآن تلعب لعبة طويلة المدى، وأمريكا علقت في حرب خاسرة.
حتى المستثمرون بدأوا يهربون من الأسواق الأمريكية، ويبيعون السندات، والدولار بدأ يفقد الثقة عالميًا أمام عملات أخرى كالـ"يورو".

وقد نشر تقرير في صحيفة فاينانشال تايمز قبل أيام أن الروبل الروسي هو أفضل عملة أداءً في 2025م!
(يوجد رابط لفيديو حول هذا التقرير في التعليقات).

* فهل هذه نهاية الهيمنة الاقتصادية الأمريكية؟
وهل ستصبح الصين القوة الجديدة في قيادة اقتصاد العالم؟

الله أعلم، لكن جميع المؤشرات الحالية تقول إن ما بدأ كحرب تجارية قد ينتهي بكارثة اقتصادية لأعظم قوة عرفها الكوكب





شاهد ايضا


الهند وباكستان: نيودلهي تطلب من الباكستانيين مغادرة أراضيها، وإسلام أب ...

الجمعة/25/أبريل/2025 - 05:32 ص

طلبت الهند صباح الخميس من كل الباكستانيين المقيمين في الهند مغادرة أراضيها بحلول 29 أبريل/نيسان، على ما أعلنت وزارة الخارجية الهندية، بعد هجوم عنيف حم


الحرب الاقتصادية كيف بدأها ترامب دون أن يحسب العواقب ...

الجمعة/25/أبريل/2025 - 03:56 ص

أمريكا الآن على بُعد خطوات من فقدان نفوذها الاقتصادي والسياسي العالمي بالكامل، والحرب التجارية التي قرر ترامب أن يبدأها مع الصين قد تكون آخر حرب تخوضه


الحوثيون يتوسلون غروندبرغ تجنب التصعيد والعودة لمسار السلام ...

الخميس/24/أبريل/2025 - 10:24 م

علن الحوثيون إجراء مباحثات مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حول تطورات الأوضاع في البلاد. وأوضح المتحدث الرسمي للمليشيا، محمد عبد السلام، أ