الشاعر فؤاد العيدي يناشد الكشف عن مصير والده المختطف قسريًا من قبل ميليشيا الحوثي
الثلاثاء - 22 أبريل 2025 - 01:54 م
أحداث العالم ـ متابعات
أطلق الشاعر اليمني فؤاد العيدي مناشدة إنسانية عاجلة للكشف عن مصير والده المختطف منذ أكثر من ثمانية أشهر على يد ميليشيا الحوثي، ممثلة بما يسمى “الأمن الوقائي” و”أبو خرفشه” وجهازَي الأمن والمخابرات في محافظة عمران، حيث تم إخفاؤه قسريًا وسط ظروف صحية حرجة دون تهمة واضحة.
وفي منشور مؤلم نشره العيدي عبر منصاته، كشف تفاصيل اعتقال والده الذي استُدعي في سبتمبر من العام المنصرم من قبل مدير البحث الجنائي بالمحافظة، عوض الطبيب، عبر اتصال هاتفي واحد، فتوجه الأب إلى إدارة أمن عمران مطمئنًا بأنه لم يرتكب أي ذنب، حيث سلّم هاتفه وسلاحه الشخصي، ودخل “الاحتياطي” كما قيل له، على أساس أنها مجرد إجراءات أمنية روتينية لا تتعدى بضعة أيام.
غير أن هذه الأيام تحولت إلى ثمانية أشهر من الإخفاء القسري، لم يعلم خلالها ذوو المختطف شيئًا عن مكان احتجازه، رغم محاولاتهم الحثيثة للتواصل مع مختلف الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين. وقال العيدي: “ثمانية شهور ودموع خواتي القاصرات ودموع أسرتي كلها على أبي شوقًا وحرقة وقلق… وأنا من عند هذا لاعند هذا يتوسط لي يخرجوا أبي، لكن لا جدوى ولا فائدة”.
وأضاف العيدي، أن محاولاته لم تقتصر على مدير البحث، بل وصلت إلى مكتب أبو خرفشه، أحد أبرز القيادات الحوثية الأمنية في عمران، دون أي تجاوب، بل إن مدير البحث “تملّص من مسؤوليته” بعد اختفاء والده من قسم الاحتياطي، قائلاً له: “ما عد لي دخل، ولو عاد تجي لمكتبي لأحبسك”، ليرمي المسؤولية لاحقًا على جهاز “الأمن الوقائي” التابع لأبو لقمان، والذي تهرب بدوره من الرد أو الإفصاح عن مصير الأب.
وتابع العيدي في منشوره المؤلم أن الأجهزة الحوثية ظلت تتبادل التهم، دون أن تقدّم أي توضيح رسمي عن مصير والده أو حالته الصحية، إلى أن جاءه اتصال قبل أيام من رقم مجهول يُخبره أن والده “بين الحياة والموت”. وأضاف: “حسيت أن الأرض هوت بي سبعين ألف قامة”.
وأشار الشاعر إلى أن والده يعاني من أمراض مزمنة ويتعاطى أدوية بشكل مستمر، وحرمانه منها طيلة هذه المدة يمثل تهديدًا مباشرًا لحياته، معتبرًا أن ما يحدث هو تصفية حسابات شخصية لا علاقة لها بأي جرم قانوني.
وحمّل العيدي ميليشيا الحوثي مسؤولية حياة والده، مناشدًا المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومفوضية حقوق الإنسان، التدخل العاجل للكشف عن مصير والده وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة طويلة من حالات الإخفاء القسري التي تمارسها جماعة الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، لا سيما ضد النشطاء، وأسر المعارضين، والمواطنين ممن لا يوالون الجماعة. وتشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف اليمنيين لا يزالون مجهولي المصير في سجون سرية، وسط صمت محلي ودولي مخزٍ.