أخبار اليمن



المراكز الصيفية الحوثية.. خطر صامت يغسل العقول ويُفخّخ الطفولة

الأحد - 20 أبريل 2025 - 11:22 م

المراكز الصيفية الحوثية.. خطر صامت يغسل العقول ويُفخّخ الطفولة

احداث العالم _ متابعات

بدأت ميلشيات الحوثي الإرهابية المراكز الصيفية السنوية، وتأتي هذا العام مع دعاية مضخمة للميلشيات مستغلة الغارات الأمريكية، لتجنيد واستقطاب مزيد من الأطفال إلى صفوفها، رغم ذلك تواجه مقاومة شعبية بالوعي بخطورة ذلك على أطفالهم.

وقال فهمي الزبيري، مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة "إن المراكز الصيفية الحوثية، عبارة عن أدوات طائفية لتجنيد الأطفال وانتهاك حقوقهم" ودعا إلى تحرك جاد لوقف ما وصفه بـ"النزيف الإنساني".

وأضاف في تصريح "تستخدم المراكز الصيفية لتجنيد الأطفال وتلقينهم العقائد الطائفية بصورة قسرية، في انتهاك واضح للاتفاقيات الدولية، ومنها اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، والبروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة لعام 2000".

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2021 تقيم ميلشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، سنوياً مراكز صيفية لاستقطاب الأطفال إلى صفوفها وتجنيدهم للقتال وتعبئتهم طائفياً.

اتفاق بلا التزام
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في إبريل/ نيسان 2022، عن خطة عمل مع ميلشيات الحوثي لحماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة بحقهم في سياق النزاع المسلح، وتشمل الخطة حظر تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات المسلحة، بما في ذلك في أدوار الدعم.

ومنحت الخطة الأممية ميلشيات الحوثي ستة أشهر لتحديد جميع الأطفال دون سن 18 الموجودين في صفوفها بتسهيل إطلاق سراحهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم، وتتضمن الخطة أحكاما لمنع قتل الأطفال وتشويههم وحماية المرافق الصحية والتعليمية وموظفيها.

وقال فهمي الزبيري الزبيري "إن الاتفاق مع الأمم المتحدة لوقف تجنيد الأطفال لم يُنفذ على الأرض، حيث تزايدت الانتهاكات بعد توقيعه، ما يؤكد أن الاتفاق كان شكليًا دون التزام فعلي، في مخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 1612 ومبادئ القانون الدولي".

تجنيد 30 ألف طفل
ولفت الزبيري إلى أن الإحصائيات، رغم صعوبة الحصول على بيانات دقيقة، تشير إلى تجنيد أكثر من 10 آلاف طفل بين 2021 و2023 عبر هذه المراكز، فيما وثّقت وزارة حقوق الإنسان في وقت سابق تجنيد 30 ألف طفل، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 13 عامًا.

وأعتبر مدير مكتب حقوق الإنسان "أن أخطر الانتهاكات تشمل استدراج الأطفال من سن العاشرة، وتدريبهم على الأسلحة، وفصلهم عن أسرهم، وإلحاقهم بدورات مغلقة تستمر لأسابيع في معسكرات سرية، حيث يتعرضون لتلقين مكثف بأفكار طائفية مستوردة من المذهب الاثني عشري".

وأكد الزبيري أن مكتب حقوق الإنسان يعمل في بيئة معقدة وخطيرة، لكنه مستمر في جمع الشهادات وتوثيق الانتهاكات ورفعها للمنظمات الدولية، بالتنسيق مع شركاء محليين، رغم المخاطر الأمنية والتضييق المستمر.

وعي شعبي رغم الترهيب

وتستخدم ميلشيات الحوثي المساعدات الإنسانية والترهيب المفروض على السكان لإجبارهم على إلحاق أطفالهم بالمراكز الصيفية، واستغلت مؤخرا حالة الحرب والهجمات الأمريكية لتحريض المواطنين على إلحاق أطفالهم في صفوف الجماعة.

وأشاد مدير مكتب حقوق الإنسان فهمي الزبيري، بتزايد الوعي الشعبي تجاه خطورة هذه المراكز، حيث تمتنع العديد من الأسر عن إرسال أطفالها، وتحاول إيجاد بدائل تعليمية خاصة لحمايتهم من الاستغلال.

وقال إن جماعة الحوثي تستخدم التهديد والابتزاز لإجبار الأسر على إرسال أبنائهم، من خلال حرمانهم من المساعدات أو الغاز، أو فرض غرامات واعتقالات، ما يمثل انتهاكًا لحق الأسرة في اتخاذ قراراتها بحرية وأمان".

وخلال المراكز الصيفية هذا العام، ركزت ميلشيات الحوثي على الدعاية في أوساط السكان في مناطق سيطرتها على استعراض هجماتها في البحر الأحمر، وأن الجماعة تخوض معارك مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لمحاولة استقطاب مزيد من الأطفال.


ترسيخ الطائفية بعقول الأطفال
وتعمل ميلشيات الحوثي الإرهابية ضمن إستراتيجية تعبئة واستقطاب للأطفال والنشء في مناطق سيطرتها، لتعزيز صفوفها، وتركز على غسل أدمغتهم بأفكار طائفية بما يضمن تجنيدهم والدفع بهم إلى جبهات القتال، وتتعمد ترسيخ الرموز الطائفية ومحو كل ماله علاقة بالهوية الوطنية الجامعة.

وذكر الزبيري، أن ميلشيات الحوثي تتعمد إطلاق أسماء رموز طائفية على المراكز الصيفية وهذا يفضح مساعي الحوثيين لطمس الهوية الوطنية واستبدالها بهوية مذهبية دخيلة، وهو ما يهدد الوحدة الثقافية والاجتماعية لليمن، ويخالف الدستور اليمني والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والثقافية.

وانتقد ما وصفه بـ"البرود الدولي" في التعامل مع هذا الملف، رغم إدراجه في تقارير مجلس حقوق الإنسان وتقرير الخبراء الأمميين، مؤكدًا أن الوقت حان لتحرك فعلي عبر المحكمة الجنائية الدولية، ولجنة العقوبات الدولية.

وأشار مدير مكتب حقوق الإنسان إلى أن هناك "ضعف في التناول الإعلامي لهذه الانتهاكات"، مشددًا على ضرورة وجود إعلام استقصائي محترف وشجاع، ودعم مؤسسات المجتمع المدني في فضح جرائم الحوثي بحق الطفولة اليمنية.

ودعا الزبيري المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية تجاه ما وصفه بـ"الجرائم الموثقة"، مطالبًا الأسر اليمنية بأن تكون السد المنيع أمام محاولات استغلال أطفالها، قائلًا: "أنتم صمّام أمان الجمهورية في الحفاظ على أطفالكم من التلوث الطائفي".





شاهد ايضا


ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على صنعاء إلى 42 قتيلاً وجريحاً ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 05:40 ص

أعلنت جماعة الحوثي، الإثنين، مقتل وإصابة 42 شخصا، جراء غارات أمريكية استهدفت سوق وحي فروة بمديرية شعوب بصنعاء، في وقت متأخر من مساء الأحد. وقالت وزارة


قصف امريكي عنيف في صنعاء.. واستهداف سوق شعبي في شعوب ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 01:12 ص

مساء اليوم الأحد، شهدت العاصمة صنعاء، سلسلة غارات جوية أمريكية استهدفت مواقع ومناطق متفرقة ضمن العملية العسكرية الأمريكية المستمرة منذ منتصف مارس الما


تحقيق للجيش الإسرائيلي يقول إن مقتل المسعفين في غزة كان نتيجة "أخطاء ل ...

الأحد/20/أبريل/2025 - 11:49 م

قال الجيش الإسرائيلي نائب قائد وحدة الاستطلاع في لواء غولاني على خلفية مقتل 15 مسعفاً في غزة في مارس/آذار الماضي. وأعلن الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيق م